الثورة أون لاين – دينا الحمد:
بعد أن كشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يحضّر حاويات معبأة بمواد سامة لفبركة هجوم بالسلاح الكيميائي في محافظة إدلب فإن السؤال الذي يلقي بظلاله على مثل هذه الخطوات العدوانية التي تعدها منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن وأدواتها من المرتزقة هو : لماذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات ؟ ولماذا تعود هذه المنظومة الشريرة إلى دفاترها المحترقة رغم فضح تفاصيلها المسرحية مرات عدة ؟!.
في التوقيت يبدو أن واشنطن برئاسة جو بايدن وأدواتها الإقليمية والدولية ومرتزقتها تحتاج إلى وسائل ابتزاز جديدة على الدولة السورية ليمرروا أجنداتهم الاستعمارية ، فلم يجدوا إلا مسرحيات “الكيماوي” المهترئة ليتاجروا بها أمام الرأي العالمي ويتخذونها ذريعة إما للعدوان المباشر ، أو لممارسة الابتزاز والضغط على سورية .
وفي التوقيت أيضاً فإن إدارة ترامب لم تفلح على ما يبدو في تسويق نفسها بأنها ستطبق سياسات جديدة فيما يتعلق بسورية ، فلا تصريحاتها الجوفاء عما أسمته “إنهاء مسؤوليتها” المزعومة عن “حماية” المنشآت النفطية بدلت من المشهد في شيء ، ولا تسريباتها الخلبية عن إمكانية تخفيف العقوبات عن الشعب السوري ، وخصوصاً لمكافحة وباء كورونا ، قد تم تنفيذها ، بل على العكس من ذلك شرعت ببناء قواعد عسكرية في اليعربية والمالكية وفي محيط حقل العمر النفطي لممارسة المزيد من السرقة والاحتلال والمضي بالسياسات الاستعمارية ، فلم تجد سوى النبش في أوراقها تلك والنفخ في رمادها .
وفي التوقيت أيضاً وجد النظام التركي نفسه مأزوماً وفي مأزق واضح أمام الشركاء الضامنين بعد جولة أستانا الخامسة عشر الأخيرة التي استضافتها سوتشي منذ أيام ، فقد كان هذا النظام يخطط لتحويل منطقة “خفض التصعيد” في إدلب إلى منطقة وقف إطلاق نار دائم ، كي يتمكن هو ومرتزقته من إتمام مشاريعهم العدوانية من “تتريك” وتغيير ديمغرافي دون منغصات ، ولما وضعت جولة أستانا الجديدة النقاط على الحروف وبات أردوغان مكشوفاً أمام الجميع تم الإيعاز لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي لإعداد مسرحية كيماوية علّ أنقرة وواشنطن تتمكنان من خلط الأوراق هناك والعودة إلى نقطة الصفر .
أما لماذا يعود النظام التركي ومن خلفه واشنطن إلى دفاترهما المهترئة ولا يجدان سوى مسرحيات “الكيماوي” الفارغة فالسبب بات واضحاً للجميع ، وهو إفلاس جعبة منظومة العدوان وتطاير أوراقها الواحدة تلو الأخرى ، فلا النفخ بموضوع حقوق الإنسان المزيف أوصلها إلى ما تريد ، ولا التباكي على المساعدات الإنسانية أنقذها ، فلم يسعفهما عقلهما الاستعماري المريض إلا بمسرحيات الكيماوي المثيرة .
لهذه الأسباب إذاً تقوم التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب بالاستعداد لفبركة جديدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية لاتهام الجيش العربي السوري بها وإظهار الدولة السورية بمظهر القاتل وإظهار تلك التنظيمات بموقع الضحية المزعومة ، وخصوصاً أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم تغير نهجها حتى اليوم ولم تظهر حياديتها واستقلالها وموضوعيتها بما يعيد الثقة بتقاريرها ، بل مازالت أداة واشنطن الجاهزة لكتابة أي تقرير حول أي مسرحية تعدها “النصرة” الإرهابية كما تشتهي رياح أشرعة أميركا الاستعمارية