الثورة أون لاين – منذر عيد:
بدأت نتائج اجتماع أستانا 15 في سوتشي بالظهور شيئاً فشيئاً على أرض الواقع ، أقله من حيث النيات لدى نظام أردوغان ، واللافت في تلك النتائج خيبة الأمل الكبيرة التي مني بها النظام التركي ، والتنظيمات الإرهابية الموالية له ، والتي كانا يطمحان إلى تحويل منطقة “خفض التصعيد” في إدلب والتي تم التوصل إليها في 17 أيلول عام 2018 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ورئيس النظام التركي رجب أردوغان ، إلى منطقة وقف إطلاق نار دائم ، ما يشكل غطاء رسمياً للتنظيمات الإرهابية بالعمل بأريحية في المناطق التي تسيطر عليها في إدلب ، ويتيح للنظام التركي المزيد من عمليات التتريك هناك .
الجميع في ” أستانا 15″ أقرّ بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها ، وضرورة القضاء على الإرهاب ، وفي مقدمته ما يسمى “هيئة تحرير الشام” التي تشكل واجهة لـ”جبهة النصرة ” الإرهابية ، التي تسعى وبشتى السبل للهروب من العقاب الدولي ، خاصة عندما قام متزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني بتغيير محتويات خزانة ملابسه ، فخلع “العمامة” وارتدى الطقم .
نتائج أستانا 15 تجسدت بشكل واضح اليوم من خلال انتهاء دمشق من التحضيرات لفتح ممر “ترنبة” في منطقة سراقب بريف إدلب الشرقي بهدف استقبال الأهالي الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية إلى بلداتهم وقراهم التي تم تحريرها من الإرهاب ، وللتخفيف من معاناة المدنيين الأسرى الذين يتخذهم النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية ذريعة للضغط على الحكومة السورية ، والمجتمع الدولي .
الخطوة السورية ، بانتظار أن يقابلها التزام من جانب النظام التركي باتفاقياته الحالية والسابقة مع الجانب الروسي، والذي طالب في “أستانا 15” فترة من الزمن لتنفيذ فتح المعابر على ارض الواقع ، كما عليه تسهيل عملية انتقال المدنيين إلى مناطق سيادة الدولة السورية ، وهو من عمل سابقاً ولأكثر من مرة على عرقلة افتتاح معبر يصل سراقب بمناطق سيطرة “النصرة” الإرهابية من خلال رفع السواتر الترابية أمام الراغبين بالعودة إلى أراضي سيادة الدولة .
الجميع يعي أنه لا يمكن للتنظيمات الإرهابية أن تقدم على أمر في مناطق سيطرتها في إدلب دون موافقة ، أو العودة إلى راعيها المحتل التركي ، ومن هنا يتضح أن ما تحضر له تلك التنظيمات للقيام بعمل إرهابي كيميائي في إدلب، لا يمكن أن يتم دون موافقة النظام التركي ، لاتهام الجيش السوري ، بحسب تأكيد فياتشيسلاف سيتنيك ، نائب رئيس مركز المصالحة ، التابع لوزارة الدفاع الروسية بقاعدة حميميم أن هناك معلومات تفيد بأن مسلحين من تنظيم “هيئة تحرير الشام” نقلوا عبوات لمواد سامة (ويعتقد أن الحديث يدور عن مادة الكلور) على متن شاحنات إلى قرية ترمانين ، وذلك تمهيداً لما سيتم فبركته وتقديمه على أنه هجوم كيميائي شنه الجيش السوري وآثاره وضحاياه من سكان القرية .
ومن المؤكد أن الهدف من وراء القيام بذاك العمل هو خلط الأوراق في المنطقة ، و”شيطنة” الدولة السورية ، وإظهار التنظيمات الإرهابية بأنها “الضحية” ، وصولاً إلى إمكانية إخراجها من تحت بند الإرهاب ، أو تدويلها ، الأمر الذي يعيه الجانب الروسي تماماً إلى إدراك الحكومة السورية لتلك المخططات ، والتنبه لها ، والعمل على فضحها قبل حصولها