الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
من المقرر أن توقف إيران اعتبارا من يوم غد الثلاثاء تنفيذها البرتوكول الإضافي المتعلق بالاتفاق النووي، بموجب ما نص عليه هذا الاتفاق ردا على انسحاب أميركا، وعدم إيفاء الأوروبيين بتعهداتهم، ومع عدم التزام الغرب بمهلة إيران فإن المشهد يوضح أنه لا بوادر إيجابية تلوح بالأفق، فالغرب لا يزال يناور ويماطل ويحاول استثمار الوقت واللعب على أوتار قلق مزعومة وتضليل وتزوير الحقيقة حول “النووي” الإيراني.
فرفع العقوبات أساس واضح وصريح لمزيد من التعامل وبناء ثقة جديدة، وأما الوقوف في المنطقة الرمادية فهو غير مسموح على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بملفات وقضايا كبرى وحقوق، ومع تبقي ساعات من عمر الفرصة الأخيرة التي منحتها طهران لتنفيذ الغرب التزاماته تجاهها، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن بلاده لا تفاوض ولا تساوم على حساب مصالحها الوطنية وقدراتها الدفاعية.
ونقلت وكالة إرنا الإيرانية عن خطيب زاده قوله في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين رداً على سؤال حول اهتمام الرئيس الأميركي جو بايدن بالحوار مع إيران.. أن على بايدن أن يقرر ما إذا كان سيستمر في سياسة الضغوط الفاشلة التي مارستها الإدارة الأميركية السابقة أم لا.. لأن نتيجة هذا الاستمرار ستكون الهزيمة القصوى للولايات المتحدة، مضيفاً.. إذا ابتعد الأميركيون عن هذا الإرث الفاشل فعليهم إصلاح سياساتهم.
وأوضح أن إيران لا تتفاوض مع أحد بشأن مسائل تسلحها الصاروخي وأمنها الداخلي وهي مرتبطة مع دول أربعة زائد واحد بالاتفاق النووي، لافتا إلى أن الولايات المتحدة خرجت من ذلك الاتفاق ووضعت عراقيل لعدم تنفيذ بنوده، داعياً واشنطن للعودة أولاً إلى الاتفاق ومن ثم إزالة تلك العراقيل وبعد ذلك يمكن التحدث عن التفاوض.
رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أكد أيضاً أن تنفيذ البروتوكول الإضافي سيتوقف تماماً بدءاً من يوم الثلاثاء 23 شباط الجاري، وسيتم منع أي نوع من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية من قبل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إطلاقاً.
وفي تغريدة له على “تويتر” قال: إن “أي نوع من التعاون خارج إطار اتفاق الضمانات والوكالة في المستقبل يستلزم وفقاً للمادة 7 من القانون قراراً من مجلس الشورى، مبيناً أن المادة 9 من قانون المجلس تضمن تنفيذه الدقيق”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أنه يجب على أميركا العمل عبر إجراءات تصحيحية على الالتزام بالاتفاق النووي وتنفيذ تعهداتها بصورة مؤثرة، مضيفاً “هنالك طريق واحد نحو الأمام بترتيب منطقي: الالتزام- الإجراء- الاجتماع”.
وأكّد البيان المشترك لإيران والوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، أن طهران “ستواصل تنفيذ الاتفاقيّة الموقعة مع الوكالة الدوليّة من دون أيّ قيود”، وأنه تمّ الاتفاق على متابعة منتظمة للتفاهمات التقنيّة بين الطرفين من أجل الإطمئنان من تحقيق أهدافها”.
من جهته، قال مدير الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة رافاييل غروسي، الذي زار طهران، “حصلنا على نتيجة جيدة ومعقولة من المحادثات في إيران”.
وكان مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب أبادي أكد في وقت سابق اليوم أن بلاده وبعد وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي للاتفاق النووي لن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي عمليات تفتيش لمنشآتها خارج إطار اتفاق الضمانات.
واتفاق الضمانات هو نظام تفتيش يعد جزءاً من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وطهران عضو فيها.
وأوضح أن الوكالة أكدت في محادثاتها مع المسؤولين الإيرانيين على ضرورة احترام وتنفيذ القانون الصادر عن مجلس الشورى مثلما ورد في البيان المشترك الصادر.
وكان مساعد الرئيس الإيراني رئيس منظمة الطاقة الذرية على أكبر صالحي بحث أمس في طهران مع غروسي آخر التطورات المتعلقة بنشاطات إيران النووية في سياق تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي.
