الثورة اون لاين – بيداء قطليش:
يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي ممارساته القمعية وانتهاكاته اللا إنسانية بحق الشعب الفلسطيني تنفيذاً لمخططاته التوسعية، وهذا ما تشهده مدينة الخليل القديمة التي تتعرض لهجمة استيطانية تزداد شراسة يوماً بعد يوم، إلى جانب الهدم والحصار والانتهاكات بحق قاطنيها، وممارسة أبشع أشكال الفصل العنصري عليهم.
كل هذا يندرج ضمن التصعيد الإسرائيلي والإرهاب المنظم الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنوه على ممتلكات المواطنين في كافة أنحاء الخليل التي لها خصوصيتها التاريخية والدينية بعد القدس، وتحديداً في شارع الشهداء المغلق منذ عقود أمام حركة المواطنين والمركبات.
حيث تعمل آليات ثقيلة وأخرى خفيفة تابعة لسلطات الاحتلال ولجمعيات استيطانية متطرفة، على تدمير الإرث التاريخي الفلسطيني للمكان بمحطة الحافلات المركزية (الكراج القديم) بحجة تنفيذ مشاريع بنية تحتية من أجل تعزيز ثكنات جيش الاحتلال الجاثم على أراضي وممتلكات فلسطينية.
وهذا ما أكده مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان في سياق حديثه لوكالة وفا، مشيراً إلى أن هذه الحفريات والاعتداءات كارثة حقيقية تزيد الأمر تعقيداً في البلدة القديمة التي ينهشها الاستيطان تدريجياً، و كل ذلك يندرج في إطار تزوير التاريخ الفلسطيني.
وزارة الخارجية الفلسطينية وفي ردها على جرائم الاحتلال المتواصلة، أدانت استمرار قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، التي باتت تتصاعد بشكل يومي على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
واعتبرت الخارجية، في بيان لها اليوم الإثنين، أن استمرار هذه الانتهاكات إمعان احتلالي في التمرد على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، في حالة يمكن وصفها بالهستيرية ضد الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في جميع المناطق المصنفة (ج) بما فيها الأغوار المحتلة.
وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات ما تقوم به إلى جانب أذرعها المختلفة من قتل وهدم وتهجير وسرقة للأراضي الفلسطينية وغيرها من أشكال الانتهاكات والعقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين، وحذرت من مغبة التعامل مع تلك الجرائم كأحداث عابرة باتت مألوفة واعتيادية يمكن التعايش معها كونها تتكرر يومياً.
على صعيد متصل، تواجه بلدة تقوع تصعيداً في الإجراءات العسكرية المتمثلة بإغلاق مداخلها بالبوابات الحديدية والاقتحامات على مدار الساعة والاعتداءات المتكررة على المواطنين واعتقال عدد من الشبان والفتية، حيث هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منزلاً قيد الإنشاء في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم بعد اقتحامها وأغلقتها أمام حركة المواطنين، كما هدمت جرافات الاحتلال، محلين تجاريين في قرية صور باهر جنوب شرقي القدس، وهذه المحلات كانت مشيدة منذ أكثر من 50 عاماً.
وفي القدس المحتلة، شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة بعدد من جنود وجرافات الاحتلال، بهدم بناية سكنية من طابقين تضم أربع شقق سكنية تعود لعائلة عليان قرب مدخل بلدة العيسوية بالقدس المحتلة.
على التوازي اقتحم 89 مستوطناً، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، قبل أن يغادروه من باب السلسلة.
وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 19 فلسطينياً بعمليات اقتحام نفذتها في جنين وبيت لحم ونابلس والقدس المحتلة والخليل، وأريحا” بعد أن داهمت منازل ذويهم وقامت بتفتيشها.