الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
لا تزال قصة التسمم المزعومة للمعارض الروسي أليكسي نافالني تستثمر بشكل دنيء من قبل الأوروبيين للضغط على روسيا، وهي ليست بالحادثة الجديدة أو الغريبة عن الإعلام المضلل للأنظمة الغربية المشهور في تناوله لمختلف القضايا السياسية بما يخدم غايات وأهداف تلك الأنظمة العدوانية.
ففي حالة نافالني تبقى الغاية والتصور الذي يسعى الغرب لترويجه هو بأن “روسيا دولة تنتهك حقوق الإنسان، وتمارس ضغوطاً بحق المعارضين لديها.
لقد تم اختراع قصة التسمم المزعوم لنافالني بالأسلحة الكيميائية ونسب كل هذا إلى موسكو بكل بساطة، لأن الغرب يسعى إلى تشويه صورة روسيا في المجتمعات الغربية وتوظيف ذلك سياسياً باتجاه تبرير السعي لاحتوائها وتبرير تحويل ميزانيات حلف شمال الأطلسي(الناتو) إلى عسكرة أكبر.
كما أن الغرب يحتاج لإثارة قضية نافالني في الوقت الحالي لزعزعة استقرار الوضع في روسيا وإحداث اضطرابات اجتماعية وإضرابات تضعف الدولة الروسية من الداخل.
ونافالني حكمت عليه محكمة روسية في وقت سابق بالسجن لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ لاختلاسات مالية بمبلغ 16 مليون روبل من إحدى شركات المتاجرة بالأخشاب الروسية، ما يؤكد أن ما يجري هو مجرد حملة إعلامية تضليلية تتبعها الأنظمة الغربية لإرهاب روسيا وتشويه صورتها أمام جمهورها والعالم.
فالغرب عموما يقود حملات تضليلية بحق الدول ذات سيادة، وهو ما أشارت إليه وثائق وزارة الخارجية الروسية، التي كشفت أن الحكومة البريطانية تدير وسائل إعلام مختلفة تستهدف روسيا.
وقد نقل موقع روسيا اليوم عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية زاخاروفا قولها:” إنه تسربت إلى شبكة الإنترنت وثائق سرية لوزارة الخارجية البريطانية تدل على أن الحكومة البريطانية تدعم مالياً عبر الوسطاء وتدير بشكل مباشر عمل وسائل إعلام مختلفة، كما قامت بإنشاء شبكة لعملاء التأثير في الجزء الناطق باللغة الروسية من شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأظهرت الوثائق تركيز بريطانيا على عمل الموقعين الإخباريين “ميدوزا” و”ميديا زونا” المنخرطين في عملية التعبئة السرية ضد روسيا، وهناك المئات من الوثائق التي تكشف عمل جهاز لندن الدعائي، وإنه تم فعلاً إنفاق الملايين من الجنيهات على إجراء حملات إعلامية سرية ضد روسيا.
إن هذه الممارسات تؤكد مجددا حملات التدخل الغربي بالشؤون الداخلية للمجتمعات والدول، والدور الإعلامي المشبوه للغرب في إثارة الفتن الطائفية وإثارة الاضطرابات داخل هذه المجتمعات لتفتيتها وتقسيم الدول المناهضة لمشروعاتها، كما حدث ويحدث في فنزويلا وبيلاروسيا والصين وروسيا ودول المنطقة العربية وغيرها.
فتاريخ عالمنا يحفل بالعديد من الأمثلة المشينة عن التدخل الغربي بالشؤون الداخلية للمجتمعات والدول، كوجه من سياساتها الاستغلالية لاستهداف تلك الدول والضغط عليها كي تقبل بمشروعاتها العدوانية، وهو ما ينسحب على التورط الغربي المشبوه في إثارة الأكاذيب الإعلامية ضد سورية، ودعم الإرهاب والإرهابيين ورعاية مخططاتهم التخريبية والعدوانية في سورية وغيرها، مثلما حصل ويحصل بخصوص قضية الأسلحة الكيماوية في المناطق التي يحتلها الإرهابيون.
وكلنا يذكر كيف طبق الإعلام المضلل للأنظمة الغربية مجموعة الخوذ البيضاء والسلاح الكيماوي لاتهام الحكومة السورية كذباً وافتراء لإبعاد الرأي العام عن ممارسات الإرهابيين العدوانية وتورط الغرب في دعم التمثيلية التي قاموا بها لتضليل العالم.
