الثورة أون لاين – ميساء الجردي :
عندما يتسع الدور الإنساني للعمل الخيري وتصبح الجمعيات الأهلية العاملة على الأرض أكثر قدرة على القيام بمسؤولياتها ، تصبح المشاركة في خدمة الأهداف التنموية أكثر ارتقاء في مواجهة الصعوبات والتحديات .
ففي الجمعية الصحية الخيرية في المليحة هناك أكثر من 1500 عائلة استفادت من الخدمات الطبية وعلى مستوى أنواع العمليات كافة ، بدءاً من عمليات التهاب اللوز حتى عمليات القلب المفتوح ، وهي مفتوحة لأي شخص يتقدم إلى الجمعية ويحتاج إلى علاج معين بحسب ما أكده مدير الجمعية وأمين الصندوق عاصم تيسير أيوب ، وبيَّن أن الجمعية قدمت خدمات صحية بتكلفة 49 مليون ليرة سورية خلال العام الماضي ، وهناك رصيد 65 مليون مخصصة للعام الحالي ، حيث تدرس كل الحالات الاجتماعية والأوضاع المعيشية والحالات الصحية المتعلقة بالأشخاص المتقدمين للاستفادة من الخدمات ، ويدون ذلك ضمن إضبارة خاصة بالمريض ، وهي تقدم خدماتها لجميع المحتاجين في منطقة المليحة ، مع تبيان نوع العلاج الذي يحتاجه كل منهم ، وعلى أساسه يتم تقديم العلاج والدواء بشكل مجاني أو شبه مجاني ، وعلى سبيل المثال تصل تكلفة العملية القيصرية في المشافي الخاصة 350 ألف ليرة سورية ، بينما تقدمها الجمعية بأقل من 150 ألف ليرة ، وتصرف الوصفات الطبية بشكل مجاني بالكامل ، إضافة إلى وجود رقم كبير لحالات الأمراض السرطانية التي تخدمها الجمعية .
* مركز صحي
بدأت الجمعية عملها منذ عام 2014 بشكل مستقل وهي تقدم خدماتها للنساء الأرامل وفاقدات المعيل والأيتام ، وهناك فريق في الجمعية يدور على الأطباء ليأخذ الأدوية التي تأتيهم كنماذج طبية ويتم فرزها وتوزيعها بحسب الحالات المرضية للمحتاجين ، بينما رعاية اليتيم تبدأ من عمر 13 سنة بمعاشات شهرية يتم تسليمها في أول سبت من كل شهر حيث يعطى اليتيم عشرة آلاف ليرة سورية وتعطى مبالغ أخرى للأرامل ومرضى السرطان ، وهناك عيادة مركزية تستقبل المرضى على مدار الساعة فيها أربعة أطباء مناوبون .
وأشار مدير الجمعية إلى أن الجمعية تستعد لافتتاح مركز صحي بمساحة 950 متراً ، يتضمن مركزاً للعيادات الخارجية وقسماً لغسيل الكلية ، وتصويراً شعاعياً ، ومخبراً للتحاليل ، حيث يتم تجهيزه بالمستلزمات والأجهزة اللازمة بدعم محلي ومساعدات من أهل الخير الموجودين في المنطقة .
* بين التوعية والإنماء
هناك جوانب توعوية هامة في المجال الصحي والمجتمعي تعمل عليها الجمعية بالتعاون مع بعض المنظمات مثل الأمانة السورية للتنمية ، وقد تم تخصيص يومين في الأسبوع لتقديم جلسات ثقافية في مجال استخدم الأدوية وتحديد النسل والرعاية أثناء الحمل ، إضافة للعمل في الاتجاه التنموي وفقاً لما ذكره الأيوب ، لافتاً إلى تأسيس جمعية الإنماء الجديدة وافتتاح معمل للخياطة ، الذي يستقطب النساء الأرامل واللواتي بلا معيل بعد إخضاعهن لدورات في الدرزة والحبكة والقص ، بحيث تحصل المرأة على عمل ضمن المشغل نفسه .
* خدمات مميزة
بالتنسيق بين جمعية الصحة وجمعية الإنماء كان هناك خدمات مميزة في منطقة المليحة خلال فترة جائحة كورونا ، وقد تحدث أمين صندوق الجمعية عن وجود عمل يومي من خلال العيادات الصحية التي تم تأسيسها والتي تضمنت 11جهاز أكسجين ، و 25 اسطوانة أكسجين ، وفريقاً طبياً كاملاً من كل الاختصاصات مع دوام مستمر ليلاً ونهاراً ، كما تم تخصيص 3 سيارات إسعاف ، وفريق تطوعي لنقل المرضى إلى المشافي في حال لم يتم السيطرة على الحالة .
ونوَّه الأيوب إلى مشكلة أخرى تتعلق بموضوع الأطفال فاقدي الهوية ، حيث يتم التنسيق بين الجمعية والأمانة السورية للتنمية من أجل حل مشكلة هؤلاء الأطفال غير المسجلين في النفوس ، وهم من أعمار مختلفة وبأعداد كبيرة ، وعليه يتم التعاون مع الأمانة لتسجيلهم وتحديد العائلات التي ينتمون إليها ، وخاصة أن هناك أطفالاً عمرهم حوالي 13 سنة ولم يدخلوا مدارس بشكل نهائي ، لافتاً إلى وجود حوالي 385 طفلاً يتيماً لم يكن مسجلاً ، وتمت تسوية أوضاعهم ورعياتهم من قبل الأم أو الجدة بإشراف الجمعية .
* مطلب ملح
تعمل الجمعية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تتكلف بتقديم التسهيلات والأمور الورقية والوثائق ، وفي هذا الاتجاه بيَّن رئيس الجمعية أنهم بحاجة لتمديد فترة السماح للجمعية بجمع التبرعات من جباية المساجد لأكثر من ستة أشهر للحصول على كفايتها من تخديم الأعداد الكبيرة من الأشخاص المحتاجين الذين يلجؤون إليها ، باعتبارها تحمل جزءاً من الأعباء المجتمعية ، إضافة إلى أن موضوع الصحة مكلف جداً ولهذا يفترض أن يكون لدينا استثناء في موضوع الجمع وأن يفتح الباب للجمعية طوال العام .
تصوير عدنان الحموي