٨ آذار .. يوم خالد في وجدان السوريين وذاكرتهم

الثورة أون لاين – فؤاد الوادي :

يطل علينا آذار مجدداً من شرفة النصر بامتداده التاريخي وحضوره المتجذر في وجدان شعبنا العظيم الذي علم العالم كيف تكون التضحية وكيف يكون العطاء على محراب الوطن .
في آذار ، وحتى قبل أن نستحضرها ، تستحضرنا الذكرى بأبعادها وإنجازاتها ومفصليتها وآثارها العظيمة على الفعل العربي الذي كان واقعاً آنذاك بين براثن الإحباط والوهن والتآمر الاستعماري .
لقد دفعت ثورة الثامن من آذار المجيدة إلى سطح المشهد جملة من الحقائق التي كانت مغيبة وغائبة ، لاسيما حقائق الذات والفعل والإرادة على الصمود والمقاومة واجتراح المستحيل ، ليتأكد بعدها أننا كشعب متجذر في عمق التاريخ الأقدر على حمل لواء المواجهة والانتصار والمقاومة ، وانتشال الوطن والأرض والهوية من الغرق في أمواج المؤامرات والمخططات الاستعمارية التي ما تزال تجهد للنيل من وحدة هذا الشعب وتاريخه وحاضره ومستقبل أبنائه .
ولكي نفهم الحدث ، حدث الثورة برمزيته وأبعاده وآثاره الكبيرة ، لابد من أن نقرأه من زاوية امتداده وتطوره التاريخي وتأثيره الاستراتيجي على الأحداث التي لحقت به وتأثرت به ، لأن من شأن ذلك أن يساعدنا على تقريب الصورة ورؤيتها بوضوح شديد ، ليس هذا فحسب ، بل من شأن ذلك أن يدفعنا نحو الولوج إلى فهم أعمق وأوسع للأسباب الحقيقية التي كانت وراء الحدث الذي هو في حقيقة الأمر ليس إلا ارتداداً طبيعياً لأحداث تاريخية سبقته ورسمت معالمه ووضعت قاعدته الأساسية ومهدت لحدوثه ليكون بدوره مقدمةً لأحداث وتطورات أخرى تأثرت به ، وهذا التسلسل في الفهم والقراءة يضعنا مباشرة أمام الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الاستهداف الممنهج لوطننا اليوم وطيلة السنوات والعقود الماضية .
ثورة الثامن من آذار ونحن نقف في حضرة ذكراها الثامنة والخمسين كانت وستبقى إحدى أهم المحطات الهامة والمؤثرة في تاريخ ونضال وكفاح الشعب السوري ، لما حملته في توجهاتها ومبادئها وتطلعاتها التي كانت تحاكي الحاضر والمستقبل والتاريخ ، والتي كانت تهدف في أبعادها إلى ضرب وإسقاط كل المشاريع والمخططات والمؤامرات الاستعمارية التي كان ولا يزال يحيكها لنا الغرب ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الشعارات الخادعة والزائفة والطنانة والرنانة التي تتخذ من الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان مطية لها .
لقد مرت سورية بأحداث هامة ومفصلية ، لكن لم يتسن للكثيرين في توقيت ولادة الثامن من آذار إدراك أهمية تلك اللحظة وفهم أبعادها الإستراتيجية ، وذلك يعزى بطبيعة الحال إلى عدم استيعاب اللحظة الزمنية التي أنتجت الحدث لفائض الأثر والأهمية والدلالة الزمنية والجغرافية والتاريخية ، سواء على المشهد المحلي والإقليمي ، أو على المشهد الدولي، إلا بعد مرور تلك السنين و العقود التي أثبتت صوابية ثورة آذار وما رسخته في وجدان الأمة في الدفاع والتصدي لكل المشاريع الاحتلالية والاستعمارية التي تستهدف وحدة وسيادة وطننا وشعبنا بمبادئه وقيمه وعروبته .
الانعكاس الحقيقي لقيم ومبادئ ثورة آذار تجسد في العام 1970 بُعيد قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد ، والتي لم تكتف بتصحيح مسارها فحسب ، بل جعلت منها منطلقاً وقاعدة صلبة لتحقيق مكتسبات وقفزات وإنجازات نوعية على كافة الأصعدة والمستويات .
قد يكون الحديث عن منجزات ومبادئ وقيم ثورة آذار من الأهمية والضرورة بمكان في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن ، حيث يعيد التاريخ نفسه لجهة الحاجة الحتمية لإعادة إنعاش وإحياء قيم ومبادئ الثورة الحقيقية التي تقاوم وتجابه وتتصدى لكل المشاريع الاستعمارية التي استطاع الشعب السوري من خلال إيمانه العميق بتلك القيم والمبادئ التصدي لها وإحباطها .
إن التشبث بروح ومبادئ ثورة الثامن من آذار بات اليوم ضرورة ملحة بعد أن تكالبت على سورية وحوش الإرهاب والاستعمار ، وهذا ما يوجب علينا جميعاً ومن منطلق الواجب الوطني والمسؤولية الأخلاقية والتاريخية والوطنية ، مواصلة مسيرة التحرير والتطهير ومكافحة الإرهاب ومواجهة الغزاة والمحتلين والطامعين ، وصولاً إلى إعادة الإعمار والبناء ، وترسيخ حوامل الوعي والإرادة والوطنية التي كانت حصن السوريين ودرعهم في الدفاع عن أرضهم ووحدتهم وسيادتهم

آخر الأخبار
طرطوس.. تأمين مستلزمات الإنتاج والنهوض بالواقع الزراعي القنيطرة.. تأهيل كوادر "الشؤون الاجتماعية والعمل " بتقنيات الحاسوب رفضاً للتدخل الخارجي.. وقفة احتجاجية في صليب التركمان  "زراعة اللاذقية".. تفقد المناحل ومحصول القمح محطة تحويل عربين في الخدمة حمص: تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في حسياء "المالية" نحو إعادة هيكلية مديرياتها في المحافظات   شراكات صناعية على طاولة مباحثات سورية تركية لتطوير آفاق التعاون تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا