الثورة أون لاين – فردوس دياب :
لقد أسست ثورة آذار ، مرحلة جديدة من نضال الشعب السوري في مواجهة كل التحديات والمعارك ، خاصة معارك البناء والتطور والكفاح ضد الغزاة والمستعمرين .
بعد كل تلك السنوات هاهي مبادئ وقيم ثورة الثامن من آذار تتجسد واقعاً ملموساً ، لاسيما خلال سنوات الحرب الماضية على سورية ، حيث تجد في كل بيت أيقونة عطاء وتضحية ، وحكاية صمود وإرادة ، وأسطورة شموخ ومقاومة .
الانطلاقة الحقيقية لها كانت بعد قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد ، حيث أعيدت صياغة ومنهجية البناء السياسي والمؤسساتي للدولة وبدأ ذلك بتشكيل مجلس الشعب وقيام الجبهة الوطنية التقدمية ، وإصدار قانون الإدارة المحلية ، وإقرار الدستور الدائم وصدور قانون الإدارة المحلية ودعم المنظمات الشعبية مع إحداث منظمات ونقابات مهنية جديدة ، وبدء العمل بالخطط الخمسية على قاعدة التعددية الاقتصادية ، حيث تحولت سورية إلى ورشة عمل حقيقية على مختلف الأصعدة ما غير وجهها بشهادة الكثيرين .
كذلك تم تحديث وتطوير القوات المسلحة سياسياً وتقنياً ومعنوياً ، وفق خطط مدروسة ومبرمجة ، ما جعلها قوات عصرية تتمتع بقدرات قتالية عالية ، فخاضت حرب تشرين المجيدة عام 1973 التي أعادت للعرب عزتهم وكرامتهم وقضت على أسطورة تفوق الجيش الصهيوني الذي لا يقهر .
مسيرة الثورة في البناء والتطوير والصمود والمواجهة استكملت في العام 2000 مع السيد الرئيس بشار الأسد الذي استلم راية النضال والكفاح ، و الذي ما زال يواصل قيادة هذه المسيرة بكل حكمة وشجاعة ، فقد جاء خطاب القسم التاريخي للولاية الدستورية الأولى في 17 تموز عام 2000 معبراً عن تطلعات جماهير الشعب ، ومؤكداً التصميم على مضاعفة الإنجازات وتحسين الأداء ، ومواكبة العصر دون التخلي عن الثوابت الوطنية والقومية ، وذلك بما حمله من توجهات طموحة وواقعية تقوم على منظومة علمية قوامها إعلاء صروح البناء والنضال الدائم من أجل قضايا الشعب والوطن والأمة ، مع تحديد معايير لعمليات الإنجاز ، وعلى هذا الأساس جاء موسم الحصاد وافراً في ظل مسيرة التطوير والتحديث والبناء ، التي حاول أعداء الوطن عرقلتها منذ العام 2011 ، لكنهم فشلوا في ذلك وسيهزمون كما هزم كل الغزاة من قبلهم ، وسيعود السوريون مع قائدهم الحكيم وجيشهم العظيم بعد دحر الإرهاب والأعداء لاستكمال مسيرة البناء والتطوير وإعادة إعمار كل ما دمره وخربه الإرهاب وداعموه