لماذا تغذي الاعتداءات الإسرائيلية مخاوف الاضطرابات والتقسيم داخل سوريا؟

الثورة – ترجمة هبه علي:

تثير الضربات الإسرائيلية المتقطعة على جنوب سوريا، وسعيها لنزع السلاح في المنطقة، مخاوف بشأن خطة مزعومة لتقسيم البلاد. ويتمثل محور التكهنات في جسر بري – يسمى ممر داود – يمتد من مرتفعات الجولان المحتلة جنوباً إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد شمال شرقي البلاد.

وتزايدت هذه المخاوف في تموز، عندما نفذت إسرائيل عدة غارات جوية على مبانٍ حكومية في دمشق وضد القوات السورية بالقرب من السويداء، قائلة إنها تسعى إلى حماية الأقلية الدرزية وسط اشتباكات طائفية.

في 28 آب، قال بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “تركز على ثلاثة أمور: “حماية المجتمع الدرزي في محافظة السويداء، ولكن ليس هناك فقط؛ وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من مرتفعات الجولان (تمر) جنوب دمشق وصولاً إلى السويداء بما في ذلك؛ وإنشاء ممر إنساني للسماح بتسليم المساعدات”.

وفي مقطع فيديو نشره مكتبه، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المناقشات جارية مع الحكومة السورية بشأن هذه الإجراءات.

اتخذ المسؤولون السوريون موقفاً مختلفاً. فقبل أربعة أيام، صرَّح الرئيس أحمد الشرع بأن أولويته هي “العودة إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 أو أي اتفاق مماثل، أي إرساء الأمن في جنوب سوريا تحت إشراف دولي”، وفقاً لما ذكرته “المجلة”.

وقد أدى هذا الاتفاق، الذي تم توقيعه بعد حرب 1973، إلى إنشاء منطقة عازلة تحت مراقبة الأمم المتحدة على مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل.

وأشار الشرع أيضاً في تصريحات علنية يوم 17 آب إلى أن حكومته “تواجه معركة أخرى لتوحيد سوريا، ولا ينبغي أن تكون بالدم والقوة العسكرية.. بل من خلال نوع من التفاهم لأن سوريا سئمت الحرب”.

جاء تصريح نتنياهو المصور عقب اجتماعٍ عقد في باريس بين وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر. وتمحورت المحادثات حول خفض التصعيد والوضع المضطرب في السويداء، وفقاً لوسائل إعلام رسمية سورية.

ويرى بعض المحللين أن تدخل إسرائيل في سوريا يتجاوز الادعاءات الإنسانية. ويرون أن حكومة نتنياهو تعيد تشكيل المشهد الأمني في جنوب سوريا، مصورة أفعالها على أنها حماية للأقليات. وفي تموز الماضي، قال إبراهيم الأصيل، رئيس مشروع سوريا في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، لبي بي سي: “من الواضح أن إسرائيل ترى اليوم حليفاً محتملاً في الدروز، وهذا أحد الدوافع وراء تدخلهم في سوريا”.

وأضاف في المقابلة التلفزيونية أنه بعد سقوط الأسد، قررت إسرائيل “أن تأخذ الأمور بين يديها” ولا تثق في أي حكومة سورية قادمة فيما يتعلق بأمنها، وشنت بدلاً من ذلك حملة جوية واسعة النطاق.

يؤيد الصحفي السوري حسام حمود هذا التقييم، قائلاً إن إسرائيل مدفوعة جزئياً بمخاوف أمنية وجزئياً برغبة في إبراز قوتها. ووفقاً له، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا “مدفوعة إلى حد كبير، كما هو معلن، بمخاوف إسرائيل من هجمات غير مسيطر عليها قد تمتد إلى الأراضي التي تسيطر عليها”.

وفي الوقت نفسه، تسعى إسرائيل جاهدة لإظهار هيمنتها على المنطقة بأكملها، وخاصة للحكومات الناشئة في سوريا ولبنان، وخاصة في أعقاب الشلل أو الضعف الشديد لقوات إيران بالوكالة على طول حدودها، كما قال لصحيفة عرب نيوز.

المصدر: Arab News

آخر الأخبار
لا تعديل على الخبز التمويني .. ومدير المخابز يوضح لـ"الثورة" رغم وقف إطلاق النار.. غزة بين الحياة والموت التشبيح المخملي الذي جَمَّل براميل الأسد .. حين صار الفن أداة قتل الأمم المتحدة: إعادة بناء سوريا أمر حيوي لتحقيق الاستقرار  إعلان تلفزيوني يشعل الحرب التجارية بين ترامب وكندا مجددا  تحسين بيئة الأعمال شرط لتعزيز التنافسية  الاقتصاد السوري مبشّر ومغرٍ وعوامل نهضته بخطواتها الأولى  درع وزارة الرياضة والشباب.. بطولة جديدة تكشف واقع السلة السورية كأس الدرع السلوية.. الأهلي يُلحق الخسارة الأولى بالنواعير جامعة الفرات تناقش مشروع قانون الخدمة المدنية  بعد سنوات من الغصب والتزوير.. معالجة ملف الاستيلاء على العقارات المنهوبة حزمة مشاريع استراتيجية في "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض  رامي مخلوف.. من المال والاقتصاد إلى القتل والإجرام   بعد تضاعف صادراتنا.. مطالبات بتحديث أجهزة الفحص وتوحيد الرسوم توقيع اتفاق سلام كمبودي - تايلاندي لإنهاء نزاع حدودي التأمينات الاجتماعية تسعى لرفع الوعي التأميني لتحقيق أفضل الخدمات جدل حاد في "إسرائيل" حول مشروع قانون لإنقاذ نتنياهو دمشق ترسم معالم حضورها الدولي بثقة وثبات المشاركة السورية بـ"مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".. خطوة محورية بمعركة الدبلوماسية والاقتصاد زيارة الشرع إلى الرياض.. ترسيخ سوريا الجديدة واستعادة دورها إقليمياً