الثورة:
أفادت وكالة “إندبندنت عربية” أن الولايات المتحدة منحت الرئيس أحمد الشرع تأشيرة دخول خاصة لزيارة رسمية تستمر بين 21 و25 أيلول الجاري، حيث سيشارك في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت الوكالة عن مصادر دبلوماسية أن الشرع سيلقي كلمة سوريا أمام الجمعية العامة يوم 24 أيلول، يرافقه وزير الخارجية أسعد الشيبان، والمندوب السوري الجديد لدى الأمم المتحدة إبراهيم العلبي.
ولفتت المصادر إلى أن برنامج الزيارة قد يشمل لقاءً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مبنى “البيت التركي” بنيويورك.
المصادر وصفت الزيارة بأنها “محطة تاريخية” في العلاقات السورية – الأميركية، مؤكدة وجود تنسيق سعودي – تركي لدعم الحضور الدبلوماسي السوري في الأمم المتحدة.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد كشفت أن واشنطن منحت الوفد السوري إعفاءً خاصاً من قيود السفر المفروضة منذ أكثر من عقد، في سياق إعادة ترتيب العلاقات بعد سقوط نظام الأسد أواخر 2024.
وتُعقد الدورة الأممية بين 22 و30 أيلول تحت شعار “بالعمل معاً نحقق نتائج أفضل: ثمانون عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان”، وتشهد فعاليات رفيعة المستوى ولقاءات ثنائية بين القادة، إلى جانب نقاشات حول قضايا التنمية والسلام والملفات الدولية الراهنة.
من جانبها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مشاركة الشرع ستكون الأولى لرئيس سوري في اجتماعات الجمعية العامة منذ عام 1967، عندما ألقى الرئيس الراحل نور الدين الأتاسي كلمة أمام الأمم المتحدة، بينما لم يسبق للمخلوع بشار الأسد ولا لوالده حافظ الأسد حضور هذه الاجتماعات.
ويرى مراقبون أن وقوف الشرع على منبر الأمم المتحدة يحمل أبعاداً داخلية وخارجية متشابكة؛ إذ يرمز داخلياً إلى استعادة سوريا حضورها في المحافل الدولية بعد سنوات من العزلة والحرب، ويمنح القيادة الجديدة فرصة لتأكيد تمثيلها للسوريين.
أما خارجياً، فهو مؤشر على رغبة دمشق في الانفتاح وإعادة التموضع كطرف شرعي في النقاشات العالمية، بعيداً عن مرحلة الانغلاق التي وسمت عهد النظام السابق.
ويعتبر هذا الظهور اختباراً لموقف المجتمع الدولي من القيادة السورية الجديدة؛ فطبيعة التفاعل مع خطاب الشرع ستكشف حجم الاستعداد للتعامل مع سوريا على أساس جديد، وتحدد موقعها في التوازنات الدولية المقبلة.