الثورة – لينا شلهوب:
مناقشة سبل وآليات تنفيذ الخطة الصحية المعتمدة في المدارس السورية، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة، ويستجيب للتحديات الصحية التي يواجهها الطلاب ضمن بيئة التعليم، شكّل محور اجتماع جمع معاون وزير التربية والتعليم يوسف عنان، ومدير الصحة المدرسية الدكتورة ميسون دشاش، مع ممثلي دوائر الصحة المدرسية في مديريات التربية بمختلف المحافظات، في مبنى مديرية الصحة المدرسية بدمشق، ويأتي ذلك في إطار الجهود الرامية إلى تحسين البيئة التعليمية وتعزيز الاهتمام بالصحة المدرسية.
خلال اللقاء تم التأكيد على أهمية توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية تسهم في دعم التحصيل العلمي، وتحافظ في الوقت نفسه على سلامة الطلاب والعاملين في الحقل التربوي، كما ناقش المجتمعون تفعيل دليل المنهج الصحي الذي أرسل إلى مدارس مرحلة التعليم الأساسي، باعتباره مرجعاً عملياً يساعد الكوادر التربوية على غرس السلوكيات الصحية السليمة لدى الطلاب، كذلك تمت الإشارة إلى تطوير المشاريع الصحية المنبثقة عن هذا الدليل، بما يضمن استدامة العمل الصحي المدرسي ويواكب المتغيرات والاحتياجات المتجددة.
وأكد معاون وزير التربية يوسف عنان، أن الصحة المدرسية تشكّل ركناً أساسياً في العملية التربوية، وأن الوزارة توليها اهتماماً خاصاً باعتبارها جزءاً لا يتجزأ عن جودة التعليم، موضحاً أن تطبيق الخطة الصحية في المدارس يتطلب تعاوناً وثيقاً بين مختلف الجهات المعنية، لاسيما دوائر الصحة المدرسية، لتحقيق أهدافها على أرض الواقع.
من جانبها، شددت الدكتورة دشاش على أن الخطة الصحية تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية صحة الطلاب، وتعزيز وعيهم الصحي، من خلال برامج توعوية وفحوص دورية ومتابعة شاملة للبيئة المدرسية، مشيرة إلى أن دليل المنهج الصحي يعد خطوة مهمة لترسيخ ثقافة الصحة العامة لدى الناشئة، بما يسهم في بناء جيل سليم بدنياً ونفسياً.
كما تركزت النقاشات على آليات متابعة تنفيذ الخطة في المحافظات، وضرورة وضع مؤشرات واضحة لقياس نتائجها، إضافة إلى بحث التحديات التي قد تواجه كوادر الصحة المدرسية وسبل معالجتها، فيما أكد المجتمعون على أن نجاح الخطة مرهون بمدى التنسيق المستمر بين وزارتي التربية والصحة، فضلاً عن الدور المحوري للمعلمين والمشرفين الصحيين في نشر التوعية وتطبيق الإجراءات.
ولفتت د. دشاش إلى أن هذا الاجتماع يمثل خطوة عملية على طريق تطوير المنظومة الصحية المدرسية في سوريا، من خلال إشراك جميع الأطراف المعنية في صياغة رؤية مشتركة، تضمن بيئة تعليمية صحية وآمنة، كما يعكس التوجه الرسمي نحو اعتبار صحة الطالب أولوية لا تقل أهمية عن تعليمه، باعتبار أن الاستثمار في الصحة المدرسية هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة.