الثورة – حسين صقر:
لا يخفى على أحد أن الإعلام بات من أهم وسائل قنوات التواصل في نشر الوعي المعرفي والصحي، والتعريف بالأمراض والوقاية منها، وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية، إذ يعتبر التثقيف الصحي من العوامل المهمة في الحفاظ على الصحة العامة، ويمنح الفرد المعرفة والوعي اللازمين لاتخاذ القرارات الصحية الصائبة واتباع السلوكيات السليمة لتجنب الوقوع بمشكلات صحية بغنى عنها.
هذا ويمكن للأفراد أن يتعلموا كيفية الوقاية من الأمراض المعدية والامتناع عن تناول الأطعمة غير السليمة والممارسات الصحية غير السليمة أيضاً، ما يساهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية وتحسين نوعية الحياة بشكل عام.

والإعلام يلعب دوراً حيوياً في نشر الثقافة الصحية، نظراً لأهميته الكبيرة في نقل المعلومات على اختلافها، كما يعمل على تبسيط المفاهيم الطبية المعقدة، وتوفير المعلومات الصحية اللازمة للجمهور، وذلك من خلال توفير مصادر موثوقة ومحايدة للمعلومات الصحية وتحديثها باستمرار، ما يمكن الأفراد من اتخاذ قرارات صحية مدروسة وتطبيق الممارسات الصحية في حياتهم اليومية.
علاوة على ذلك، يعمل الإعلام على نشر المعلومات الموثوقة والدقيقة وإزالة الشكوك والتشويشات المتعلقة بالصحة والعلاجات.
وللإضاءة أكثر على هذا الموضوع تواصلت صحيفة الثورة مع رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور أحمد السلامة، والذي قال: عندما نذكر وسائل الإعلام يتبادر إلى أذهاننا الأثر والانطباع والمفعول الذي يحتوي عليه أي منشور، لافتاً إلى أن العالم مليء بالمواضيع والقصص والأحداث التي تحاول جذب المهتم والذي يرغب بالاطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها وخفاياها.
كما تتميز وسائل الميديا الحديثة بسرعة وصولها ودخولها إلى كل مكان، ويتذكر الكثيرون أننا في السابق كنا بحاجة لقضاء وقت طويل في البحث عن أي معلومة، من خلال الرجوع إلى الكتب والمراجع والمقالات والصحف.
أما اليوم بات الأمر سهلاً، والمعلومات الصحية باتت متوافرة على تلك الوسائل، والرجوع أو الحصول عليهاً بات أمراً يسيراً جداً.

الإعلام والوعي الصحي
وقال رئيس دائرة الصحة النفسية: لابد هنا أن نربط بين دور وسائل الإعلام والأثر الذي يتركه على التوعية الصحية، إذ برز وتصدر الكثير من المقالات، ومقاطع الريلز، ومقاطع الفيديو الطويلة التي تهتم بالصحة بكل أنواعها الجسدية والغذائية والنفسية، منوهاً بأن الاهتمام بقضايا الصحة ونشر الوعي بهذا الخصوص أمر في غاية الأهمية، ومفيد لشرائح واسعة من الناس ولاسيما من يعانون ظروفاً صحية صعبة، ولهذا سوف يكون لديهم اهتمام كبير بموضوعات ومقالات التوعية الصحية، ما يسهم في زيادة الوعي والمعرفة في كثير من المواضيع التي تترك أثراً إيجابياً في النفس.
وأشار السلامة إلى أن المواضيع التي تطرحها وسائل الإعلام تسهم بدعم القطاع الصحي، وتساعد بتخفيض الاضطراب النفسي، من خلال برامج التوعية والتثقيف، كما يمكن أن تساعد بتوجيه المرضى نحو الأماكن التي يمكن الاستفادة منها بتسريع العلاج وحتى تخفيف تكاليفه، ونوه أنه من المهم جداً أن تكون المعلومات صحيحة وذات مصداقية من المصدر، وتسلط الضوء على القضايا الأكثر خطورة والتي يمكن تجاوزها وتجنبها بالوقاية.
النشر على أوسع نطاق
وقال د. السلامة: إن المهم بعد نشر المواضيع الصحية، محاولة توسيع دائرة انتشارها كي يستفيد منها أكبر عدد ممكن من القراء والمتابعين، والتركيز على تظهير مضار بعض العادات والأغذية الضارة والمواد المسببة بالأمراض التي يواجه أصحابها صعوبة في العلاج، كالسكر والإدمان على المخدرات، أو ممارسة بعض العادات المضرة بالصحة والمخلة بالآداب والأخلاق العامة، وأضرارها على الصحة والآخرين.
ولفت إلى أنه من المفضل التركيز على مواضيع الصحة النفسية كالاكتئاب والضغط النفسي وشدة الهلع، والتركيز على الرعاية الذاتية وكيفية تقديم الدعم للآخرين عند الحاجة، ومواكبة الجائحات والعدوى التي تظهر في بعض المواسم والتركيز على التعزيز والوقاية.
التعريف بأماكن الخدمات
وأكد رئيس دائرة الصحة على ضرورة التوجيه الصحيح، والتعريف بأماكن تقديم الخدمات الصحية والعلاجية، وآليات الوصول إليها، وسيسهم كل ذلك بنتائج عالية القيمة تعود بالنفع على الفرد والمجتمع والدولة.
وأشار إلى أن المدخل الطبيعي نحو السعادة والرفاهيَّة للإنسان، لابد أن يمر عبر بوابة الصحة والعافية، إذ من دونهما يصعب الاستمتاع بالحياة، كما أن اعتلال الصحة يكدّر صفو الحياة وهذا ما يؤكده القول السائد إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرف قيمتها الفعلية إلا من حرمته الظروف والأقدار من العافية وجعلته حبيس معاناة وآلام المرض.