الثورة – يامن الجاجة:
نجح أولمبي كرتنا بتحقيق الأهم، وهو التأهل إلى النهائيات الآسيوية، ولكن حتى نكون واقعيين فإن تأهل منتخبنا جاء بشكل مُحيّر، رغم تسجيله ثلاثة انتصارات في مباريات المجموعة الحادية عشرة، وبالتالي حيازته على العلامة التامة نقاطاً.
انتصارات ولكن
منتخبنا الأولمبي افتتح مبارياته في المجموعة بفوز صعب على منتخب الفيلبين بهدفين لهدف، ومن ثم فوز دراماتيكي على نيبال بأربعة أهداف لهدفين، قبل أن يخطف فوزاً قاتلاً على منتخب طاجيكستان بهدف يتيم، ولكن السمة الأساسية لكل تلك الانتصارات أنها جاءت بلا إقناع، ودون أن يكون لمنتخبنا هوية فنية واضحة في أرض الملعب، لا بل إن المنتخب كان غائباً بشكل شبه تام في بعض المباريات، كما هو حال المواجهة الختامية أمام منتخب طاجيكستان (مستضيف التصفيات) والتي كان من الممكن أن نخسرها بفارق كبير من الأهداف لولا عامل الحظ والتوفيق الذي وقف مع منتخبنا في الكثير من فترات اللقاء.
لن ننخدع !
طبعاً من المعروف أن الفوز يغطي العيوب، ولكن لا يمكن أن نركن لهذا الأمر في حالة منتخبنا، لأننا عشنا على أعصابنا في جميع مباريات أولمبي كرتنا في التصفيات، بغض النظر عن مستوى المنافس، فلا عرفنا كيف نسيطر على خصم متواضع، مثل منتخب نيبال الذي عذَّب منتخبنا، ولا استطعنا التفوق بإقناع أمام منتخب الفيلبين المتطور، ولا تمكَّنَّا من مجاراة منتخب طاجيكستان في معظم فترات اللقاء أمامه، وبالتالي فإن انتصارات منتخبنا لن تخدعنا لتذهب بنا إلى حيِّز الاطمئنان على مستوى هذا الجيل، ونحن هنا لا نتحدث من باب إنكار الجهد الذي قام به الكادر الفني للمنتخب الأولمبي بقيادة الكابتن ماهر بحري، ولكن من باب الحرص على مستقبل هذا المنتخب الذي يضم عدداً كبيراً من العناصر المميزة والمواهب القادرة على رسم مستقبل جميل لكرتنا، إن عرف القائمون عليها كيفية رعاية هذا الجيل، وتوفير كل متطلبات النجاح اللازمة له.
تقييم ومراجعة
الآن وبعد التأهل العصيب، من حيث سيناريوهات المباريات التي خاضها المنتخب الأولمبي، يكون الأخير قد أنهى مرحلة التصفيات بنجاح تام، وبالتالي فمن المنطقي أن يكون هناك تقييم مهني للعمل الذي تم إنجازه، وأن يكون هناك مراجعة من قبل مدرب المنتخب لبعض القرارات التي أصَّرَّ عليها، تحت ضغط عامل الوقت، ومنها مسألة عدم الاعتماد على بعض اللاعبين المغتربين الذين يستحقون تمثيل المنتخب، وكذلك تطوير الأداء الهجومي والدفاعي للفريق، وتحسين العمل على الاستحواذ الإيجابي على الكرة، والتعامل مع الكرات الثابتة (دفاعاً وهجوماً) وغيرها من النواحي التكتيكية التي تحتاج لعمل حثيث كي يتم تداركها جميعاً.
التعامل بمسؤولية
أخيراً لا بد من توجيه تمنٍّ من الشارع الرياضي، ومتابعي وعشاق المنتخب، فحواه ضرورة أن يُترَك الأمر لأصحاب القرار، دون السعي لإثارة الفوضى في صفوف المنتخب، ولا سيما في الأوقات الحساسة التي تسبق المنافسات الرسمية بأيام قليلة، وأحياناً ساعات محدودة، وفي ذات الوقت فإننا نطالب الجهاز الفني لمنتخبنا الأولمبي، بعمل أكبر، فالوقت المتاح استعداداً للنهائيات الآسيوية يجب استثماره على أكمل وجه، لأن المطلوب في القادمات هو الوصول إلى المربع الذهبي في النهائيات الآسيوية لتحقيق تأهل تاريخي إلى الأولمبياد.