الثورة أون لاين – ناصر منذر:
رئيس النظام التركي اللص رجب أردوغان، بات اليوم أسير الفضائح التي تكشفها مقاطع الفيديو التي ينشرها زعيم المافيا التركي سادات بكر، ويؤكد من خلال نسخها المتسلسلة -التي وصلت إلى ثمانية مقاطع حتى الآن- تورط شخصيات حكومية نافذة ومقربة من أردوغان، في جرائم قتل واغتصاب، وتجارة المخدرات وتهريب السلاح والتلاعب بالإعلام، ما يؤكد مدى التصاق المافيا بالحكومة التركية، وهو الأمر الذي يهدد بتصدع حكومة هذا النظام.
أبرز الفضائح التي كشفها بكر هي توثيقه لدعم النظام التركي للتنظيمات الإرهابية في سورية، فكشف خلال مقطع الفيديو الأخير عن مدى الروابط الوثيقة التي تجمع بين نظام أردوغان والتنظيمات الإرهابية، وما ارتكبه هذا النظام من جرائم بحق السوريين، عبر إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إرهابيي “النصرة”، من قبل الاستخبارات التركية بالتعاون مع عصابات المافيا، حيث تولت شركة الأمن التركية “صادات” التي يرأسها العميد التركي المتقاعد عدنان تانريفيردي عمليات إرسال هذه الأسلحة في عام 2018، وكان تانريفيردي مستشارا كبيرا لأردوغان في ذلك الوقت.
وسبق لرئيس تحرير صحيفة جمهورييت التركية السابق جان دوندار أن فضح في السابق قيام قوات الأمن التركية في عام 2014 بتوقيف شاحنات تابعة للمخابرات وهي في طريقها إلى سورية وتبين أنها تنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى المجموعات الإرهابية فيما زعم أردوغان ووزراؤه آنذاك بأن الشاحنات تنقل مساعدات إنسانية.
بكر وهو كان الذراع الأيمن لأردوغان، أشار أيضا لفضيحة أخرى تتعلق باتجار الحكومة التركية غير المشروع في سورية، فتحدث عن متين كيراتلي، وهو رئيس إدارة الرئاسة التركية، فأكد بأن جميع التجارة غير القانونية في سورية كانت تحت إشراف كيراتلي بالكامل ولم تتم جميع المعاملات إلا بإذنه الشخصي، وقال بهذا الصدد: ” أنا لا أتحدث عن صفقات مع شاحنة أو شاحنتين، أنا أتحدث عن النفط غير القانوني والشاي والسكر والألمنيوم والنحاس والسيارات المستعملة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات”، وهذا يكشف أهداف نظام أردوغان من وراء انخراطه في الحرب الإرهابية على سورية، ودعمه اللامحدود للتنظيمات الإرهابية، فأطماعه التوسعية لم تتوقف عند احتلال أجزاء من الأرض السورية، وإنما سرقة ثرواتها وخيراتها، وقد سبق له أن نهب المعامل والآلات الصناعية من حلب، ولم يتوقف يوما عن سرقة النفط السوري بالتعاون مع تنظيم داعش الذي يوفر الحماية لمتزعميه.
كذلك كشف بكر في مقاطع الفيديو التي يبثها بالتتابع عن العلاقات الوثيقة التي تربطه بوزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو الذي يوفر الحماية له باستمرار، وقد ساعده على الفرار من تركيا بعدما حذره من فتح ملفات ضده، وهذه الفضيحة الجديدة بحق صويلو دفعت العديد من الأحزاب التركية المعارضة للمطالبة بإقالة وزير داخلية نظام أردوغان، فقال أحمد داود أوغلو شريك أردوغان السابق في دعم الإرهاب في سورية، وزعيم حزب المستقبل حاليا:” يبدو أن وزير الداخلية غير قادر على الاستقالة، يجب إقالته دون انتظار دقيقة واحدة ويجب أن تبدأ الإجراءات القضائية على الفور، فعصابات التسعينيات لا يمكن أن تحكم تركيا”.
أما عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو أحد كبار مسؤولي حزب الشعب الجمهوري المعارض فقال بدوره: “يجب على صويلو تقديم استقالته في أقرب وقت ممكن، فهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تبدأ بها عملية التحقيق”.
كما صرح النائب في البرلمان التركي عن حزب “حزب الديمقراطية والتقدم” مصطفى ينر أوغلو: “لا يستطيع وزير الداخلية سليمان صويلو أن يواصل مهامه في ظل هذه الاتهامات وعليه أن يستقيل فوراً “.
وأمام الفضائح التي يكشفها زعيم المافيا، سادات بكر، فإن العديد من الأتراك باتوا يستذكرون عهدا وفصلا مظلما في التاريخ التركي: حيث كانت في تسعينيات القرن الماضي افتراضات بوجود العديد من التشابكات بين كبار المسؤولين الحكوميين وعالم الإجرام، وجرى افتراض أن جرائم القتل السياسي أو الحالات التي يختفي فيها الأشخاص ببساطة يتم القول بأنها نتيجة مكائد المنظمات الإجرامية، ولم تكن هناك أدلة ملموسة على وجود صلات مع الدوائر الحكومية، وكانت الصحافة التركية تصف الشبكة الغامضة بأنها “دولة عميقة”، ولكن يبدو اليوم أن حقيقة التشابك بين عصابات المافيا والنظام التركي توضحت بأجلى صورها.
فضائح النظام التركي لم تتوقف عند هذا الحد، فيبدو أن ثمة الكثير منها بصدد أن يكشفها بكر في مقاطع فيدو جديدة، وقد أكدت عدة تقارير إعلامية أن الفيديو المقبل الذي سينشره بكر سيكون مخصصاً لجرائم ارتكبها أردوغان بنفسه.
رغم أن نظام أردوغان ليس بحاجة لأدلة وبراهين جديدة تؤكد حجم نزعته الإرهابية، فما يرتكبه هذا النظام من جرائم موصوفة بحق السوريين مثال صارخ على إجرام أردوغان وزمرته الحاكمة، إلا أن ما ينشره زعيم المافيا التركي من حقائق، فهي إثبات إضافي على أن أردوغان والمقربين هم عصابة قطاع طرق تحكم الشعب التركي بقوة الحديد والنار.
