الثورة – منهل إبراهيم:
تراوح الحرب الأوكرانية الروسية، والحرب على غزة مكانهما، دون بلوغ أي أفق للنهاية وتجنب المزيد من القتل والخراب، بالرغم من تعهدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع حد سريع لهما وإنهاء كلا الحربين.
وفي هذا الصدد انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية ترامب في مقال حمل عنوان “ترامب ليس رجلاً قوياً عندما يتعلق الأمر بروسيا أو إسرائيل”.
ورمت الغارديان سهام النقد تجاه ترامب، الذي تعهد بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة مطلع هذا العام، بإنهاء الصراع في أوكرانيا وغزة، بيد أنه بعد ثمانية أشهر “حدث العكس تماماً، فكلتا الأزمتين تتوسعان وتتفاقمان”، محملة الرئيس ترامب مسؤولية كبيرة بتشجيعه للرجلين اللذين يقفان وراء هاتين الأزمتين، في إشارة إلى بوتين ونتنياهو.
وتعزز الغارديان وجهة نظرها فيما يخص تفاقم أزمتي أوكرانيا وغزة، قائلة: إن الغارة الجوية الإسرائيلية “المتهورة وغير المشروعة في قطر، نسفت عملية السلام في غزة، وأدت إلى تأجيج التوترات الإقليمية”.
كما أوضحت الغارديان أن التوغلات المتعددة التي نفذتها طائرات روسية دون طيار في بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، الأسبوع الماضي “من شأنها أن تؤدي إلى تحويل حرب أوكرانيا إلى حريق هائل في أوروبا بأكملها”.
وترى الغارديان أن كلا الحادثين يدلان على شيء واحد “وهو ضعف الولايات المتحدة، أي ضعف ترامب”.
وأضافت الصحيفة البريطانية “وبالنسبة له، فكل ما يفعله ترامب لتعزيز صورته كرجل قوي هو “إصدار أوامر تنفيذية غير قانونية، أو إقالة كبار المسؤولين، أو التنمر على الجيران والمهاجرين العزل، أو إرسال القوات إلى شوارع المدن الأمريكية، أو دعم زعيم انقلاب في البرازيل”.
وأوضحت الصحيفة أن شخصية الرئيس ترامب في الواقع مختلفة تماماً، فعندما “يواجه خصوماً أقوياء لا يلينون، يكون هدفاً سهلاً ويتراجع، وهو أمر يستغله كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، “فكل من ننتنياهو وبوتين “يجاملون ترامب ويروجون أكاذيب حول رغبتهم في السلام، ثم يعودون إلى ديارهم، كما حدث مع بوتين بعد قمة ألاسكا المحرجة الشهر الماضي، ويواصلون فعل ما يحلو لهم” بحسب الغارديان.
وتتساءل الصحيفة، عن ثمن خطة ترامب الضخمة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الآن، في وقت تُعد “السياسة الأمريكية رهينة لتطرف نتنياهو العدمي”.
وتختتم الغارديان موضحة أنه “ما لم تتحد الدول الديمقراطية لضمان وقف سريع لهذه الحروب، مستخدمة جميع الوسائل اللازمة، بما في ذلك القوة العسكرية، فإن كوارث أكبر ستقع حتماً”، وتنصح الصحيفة “بعدم الاعتماد على الولايات المتحدة في تولي زمام المبادرة”.