قطر على خط النار.. هل يكون السلام سلاحها في مواجهة العدوان؟ 

دمشق – علي إسماعيل:

في مشهد متداخل تختلط فيه المواقف بالتحالفات والسياسة بالميدان، يبرز الموقف القطري في مقام التعالي على الجراح والارتقاء السياسي عقب عدوان إسرائيلي غاشم، حاول استهداف الجهود والحراك الدبلوماسي القطري لإحلال السلام قبل أي شيء آخر.

قطر التي ردت بالحكمة والعقل لم تُشعل خطاب السيادة، بل عزّزت شرعية الدفاع، فكسبت احترام العالم ولم تكن وحدها في هذا المسار، فقد تدفقت بيانات الدعم والتضامن من كل العواصم العربية والإسلامية، لتصطف خلف الدوحة صفاً واحداً، لأن قطر فضلت وآثرت المبدأ الإنساني والأخلاقي ومصلحة القضية الفلسطينية، باتخاذها موقفاً حكيماً أحرجت به العدو و وحدت الأصوات الدولية الإقليمية لصالحها.

لماذا تحظى قطر بهذا الدعم؟

إن موقع قطر في الأمتين العربية والإسلامية، ومواقفها السياسية، ودورها كوسيط نزيه في العديد من القضايا، إضافة إلى جهودها الإنسانية الفعالة في منطقة تغلي بالأحداث، يجعل منها دولة ذات وزن سياسي فعال على المستوى الدولي، لذلك فإن ما حدث في 9 سبتمبر 2025 لم يكن مجرد استهداف حي سكني في الدوحة، بل كان اعتداءً إسرائيلياً موجهاً لكل محاولات الوساطة والسلام.

بيان قمة الدوحة، والذي نال توافقاً عربياً وإسلامياً غير مسبوق، وصف الهجوم الإسرائيلي بـ”الجبان وغير الشرعي”، مؤكداً أنه “اعتداء على الجهود الدبلوماسية لاستعادة السلام”، هذا التوصيف ليس مجازياً، بل دقيقاً، فالموقع الذي تم استهدافه كان يضم مقار الوفود التفاوضية، وبعثات دبلوماسية، ومدارس وروضات أطفال، أي أنه يمثّل نواة للشرعية الإنسانية والسياسية.

التضامن العربي والإسلامي لم يكن مجرد تضامن تقليدي، بل تأكيد واضح لا لبس فيه على أن العدوان على قطر هو عدوان على الأمتين العربية والإسلامية بكل دولهما، بل يتعدى في مضمونه أنه اعتداء على المجتمع الدولي في دولة مفاوضات كل غايتها وجهودها إحلال السلام ووقف العنف والقتل والتدمير.

ضبط النفس لدى قطر، وتمسكها بتحالفاتها السياسية وتبريد نار العدوان الغاشم، منح موقفها مصداقية عالية، فالرد لم يكن انفعالياً، بل قانونياً، دبلوماسياً، يستند إلى المبادئ الأخلاقية، ففي لحظة كان يمكن فيها أن يتجه الموقف نحو التصعيد، اختارت الدوحة أن تبقى في إطار مبدئي، بأنها ساحة لفرص السلام.

التعامل مع هذه الأزمة بكل حكمة، رسخت صورة قطر كدولة مسؤولة، لاتكتفي بالاستنكار، ولا تذهب وراء التصعيد وتفجير الأوضاع بل تُقدِّم مصلحة الأمة، والقضية الفلسطينية، على كل اعتبار.

المبادئ الأخلاقية

دعم الدول العربية والإسلامية لقطر لم يأتِ فجأة، بل هو تراكم لعقود من الحضور السياسي الفاعل والمتوازن، والدور الإنساني في العديد من القضايا العالقة وأبرزها القضية الفلسطينية، فمن دعمها لغزة، إلى احتضانها لمباحثات التهدئة، وفتح قنواتها للخطاب الفلسطيني، قطر لم تتاجر بالقضية، بل تولّت مسؤولية الحفاظ على نبضها في المحافل الدولية، لذلك نرى اليوم تضامناَ سياسياً مع قطر يوازيه إجماع شعبي عربي وإسلامي على أن استهدافها غير مقبول، وأن صمت العالم عن ذلك سيكون بمثابة دعم للممارسات الإسرائيلية العدوانية غير المسؤولة.

وبينما تحاول بعض الدول التأثير بالضجيج، أصبحت قطر مرجعية هادئة تمسك بجمرة السلام، الذي حول تأثير العدوان إلى دعم كبير تحظى به اليوم بما يثبت أن الحكمة قد تكون السلاح الأقوى في وجه الاحتلال.

آخر الأخبار
امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية 5 ملايين دولار قيمة الكميات المستلمة لدى "أعلاف حمص" هجوم بريطاني على ترامب.. وروسيا و" إسرائيل " في التفاصيل الرئيس الشرع يصل الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة "الحلبي" يطلق قمة "سفير 2025" من دمشق و يكشف عن "موسوعة التعليم العالي العالمية" قطر على خط النار.. هل يكون السلام سلاحها في مواجهة العدوان؟  في حديث الشرع.. رؤية متجددة تتجاوز الجراح و تستشرف المستقبل