الثورة:
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في سوريا، الدكتور مروان الحلبي، انطلاق القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث والإصلاح (سفير 2025) من دمشق، واصفاً العاصمة بأنها “عاصمة الحضارة والعلم”، وأكد أن هذه القمة تمثل لبنة جديدة في مسار بناء الجامعات، وتجديد البحث العلمي بعد سنوات من التحديات.
وكشف الوزير خلال كلمته عن إطلاق “موسوعة التعليم العالي العالمية”، في خطوة وصفها بالتاريخية، مشيراً إلى أنها تشكل جسراً معرفياً يصل الماضي بالحاضر ويمدّ يد العلم نحو المستقبل.
وشدَّد الحلبي على أن المنظومة التعليمية السورية عانت طويلاً من الحروب والتحديات والعزلة، لكنها لم تفقد إيمانها بأن العلم هو سلاح البناء بعد الدمار، ولفت إلى أن القمة تأتي لتأسيس رؤية إصلاحية جريئة تعيد للتعليم العالي استقلاليته، وللبحث العلمي نزاهته، وللمؤسسات الأكاديمية حريتها، تحت مظلة قانون عادل، وحوكمة رشيدة، ورقمنة شاملة.
وبيّن أن إصلاح التعليم العالي ليس ترفاً بل شرط للبقاء في عصر تتسارع فيه المعارف والتقنيات، موضحاً أن الإصلاح سيكون متدرجاً ومتكاملاً، يبدأ من تحديث المناهج وأساليب التدريس، ويمتد إلى ربط الجامعات باحتياجات الاقتصاد الوطني، ويتوّج بإنشاء مراكز تميز بحثي تسهم في صناعة العلم على المستوى العالمي.
وتزامناً مع القمة، انطلقت تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشؤون الشباب والهيئات الطلابية فعاليات ملتقى “وجهتك الأكاديمية – خطوتك نحو الغد” في جميع الجامعات السورية، لتعزيز الوعي الأكاديمي لدى الطلاب وتوجيههم نحو المسارات العلمية والمهنية المناسبة لقدراتهم وميولهم.
ويُفتتح الملتقى الساعة الثانية ظهراً في كلية الحقوق بجامعة دمشق، بحضور ممثلين عن الوزارة، وأساتذة الجامعات، وممثلين عن الهيئات الطلابية، إضافة إلى عدد كبير من الطلاب المستجدين والقدامى.
ويقدّم الملتقى للطلاب معلومات دقيقة حول التخصصات الجامعية، والفرص البحثية، والمجالات العلمية والمهنية التي تتوافق مع سوق العمل داخل سوريا وخارجها.
ويشمل البرنامج جلسات إرشادية وورش عمل تعليمية حول أساليب اختيار التخصص الأنسب، وتطوير المهارات الأكاديمية والبحثية، وتعزيز الروابط بين الجامعات وقطاعات العمل المختلفة.
ويتيح الملتقى جلسات حوارية مباشرة مع أساتذة الجامعات والخبراء الأكاديميين، لطرح الأسئلة واستقاء النصائح المهنية، مع التركيز على تشجيع التفاعل الطلابي والمشاركة الفعّالة في صياغة مستقبلهم العلمي.
وتؤكد وزارة التعليم العالي أن الملتقى يأتي في سياق استراتيجيتها لتعزيز جودة التعليم الجامعي وربطه باحتياجات سوق العمل، وتشجيع الطلاب على الاستفادة من الفرص الأكاديمية المتاحة، بما يسهم في بناء جيل قادر على الإسهام بفعالية في نهضة المجتمع السوري وعمليات التنمية والإعمار.