الثورة – سمير المصري:
بعد سنوات طويلة من المعاناة التي عاشها مرضى السرطان في محافظة درعا، ولتعزيز الخدمات الصحية وتخفيف معاناة المرضى، افتتحت مديرية الصحة أول مركز صحي لعلاج الأورام السرطانية في المحافظة.
وذكر مدير الصحة الدكتور زياد محاميد أن المركز الطبي المتخصص بأمراض الدم والأورام والذي تم افتتاحه مؤخراً، يعد الأول من نوعه في المحافظة، ويتبع للجمعية الطبية السورية الأميركية “سامز”، مبيّناً أن المركز سيقدم خدمات علاجية مجانية لستة أنواع من الأورام هي: القولون، والمعدة، والثدي، والرئة، والرحم، والمثانة، بهدف التخفيف عن المرضى من معاناة الانتقال والسفر الطويل للمستشفيات والمراكز الخاصة في دمشق، والتكلفة المادية التي يتكبدها المرضى في ظل ظروف معيشية قاسية.
وبين أن المركز تم افتتاحه في حي القصور بمدينة درعا، ويتم حالياً تجهيز قوائم بأسماء مرضى السرطان في المحافظة بالإضافة للأدوية اللازمة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم.
من جهته بيّن المشرف على المركز علاء النابلسي أن الجمعية الطبية السورية الأميركية “سامز” هي صاحبة المشروع والجهة المشرفة، وسيتم تقديم خدمات متكاملة لمرضى السرطان من خلال أطباء اختصاصيين، وكوادر تمريضية وفنية متخصصة، ومن خلال خطة العلاج وتقديم الجرعات اللازمة مع خدمات تتعلق بالإشراف والمراقبة والمتابعة.
وأضاف النابلسي: إن المركز يقدم الاستشارات الطبية والعلاج الكيميائي لمختلف الأعمار، كذلك بإمكان مرضى السرطان غير المشمولين بالعلاج ضمن اختصاصات المركز الاستفادة من خدمة تطبيق العلاج المجاني داخل المركز، وأخذ العلاج الذي يتم تأمينه من قبلهم، وعلى نفقتهم الخاصة من دون الذهاب إلى المراكز الخاصة، وبالتالي التخفيف من التكلفة المادية والنفسية من رحلة الذهاب والإياب إلى المستشفيات والمراكز الخاصة في دمشق.
التخفيف عن المرضى
ومن خلال بعض اللقاءات مع المرضى قالت السيدة سميرة أم محمد- مصابة بسرطان الثدي: إن افتتاح المركز سيوفر العلاج المجاني ومن دون عناء الذهاب والإياب الى مستشفيات دمشق للحصول على الجرعات الكيماوية والأدوية- والتي لم تكن متوفرة دائماً- في رحلة شاقة تتكرر عدة مرات شهرياً، وما يترتب على المريض ومرافقه من تكاليف مالية ترهق كاهلهم.
فيما قال إياد محمد مريض- سرطان بالمعدة: إن افتتاح المركز ضرورة، ويساعد عشرات المرضى في المحافظة، والتي كانت تفتقر لمراكز العلاج، إذ كان المرضى مضطرين لقطع مسافة تزيد على 200 كيلومتر ذهاباً وإياباً لدمشق للحصول على الجرعات الكيميائية أو الأدوية، ما يضاعف معاناتهم، ويجد الكثير من المرضى أنفسهم عاجزين عن متابعة العلاج.
يبقى افتتاح المركز الجديد بمحافظة درعا، والذي يعتبر الأول من نوعه بارقة أمل لآلاف المرضى وأسرهم، ويوفر العلاج الكيميائي والاستشارات الطبية الحديثة داخل المحافظة ولجميع الفئات العمرية، وفق أحدث المعايير العلمية، لكنه يكشف في الوقت نفسه حجم الفجوة الكبيرة في الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان في المحافظة، إذ لا تزال الحاجة ملحة لتأمين أدوية إضافية، وتوسيع نطاق العلاج ليشمل أنواعاً أخرى من الأورام، إلى جانب دعم الكوادر الطبية والتجهيزات.