الثورة – عبد الحميد غانم:
دمشق وحلب تلتقيان تحت سقف معرض “خان الحرير – موتكس”.. حدث استثنائي يجسّد شراكة حقيقية تجمع صناعيي وتجار نسيج دمشق وحلب، ويفتح نافذة مشرعة للصادرات السورية المتميزة نحو آفاق جديدة، في محاولة جادة لإحياء قطاع يعتبر من أعرق وأهم القطاعات الاقتصادية في سوريا،
الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي وصف الحدث بـالخطوة “غير العادية”، تشاركت فيها غرفتا التجارة والصناعة في دمشق وحلب لإنجاز هذا المعرض، الذي يحمل اسم “خان الحرير – موتكس” ليذكر بعمق الترابط بين المدينتين العريقتين في حب التجارة والصناعة، مؤكداً أن هذه الشراكة لم تكن مجرد اتفاقية، بل هي تجسيد لروح التعاون بين مجتمعي الأعمال الرائدين في صناعة وتجارة النسيج في البلاد، بهدف الوصول إلى مستويات عالية من الجودة والإتقان والتألق في المنتج السوري.
جذور تجارية
وقال خربوطلي: ليس مصادفة أن يكون خان الحرير بالاسم نفسه في مكانين مختلفين جغرافياً ومكانياً، ولكنهما متلاحمين في العشق للتجارة والصناعة، إنهما دمشق وحلب مدينتا الحرير والبروكار والدامسكو والقطن ذي التيلة الطويلة”.
وأكد خربوطلي على عراقة الصناعة: “الصناعة النسيجية السورية ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب، إنها حصيلة تراث آلاف السنين من العراقة”، مشيراً إلى أن مرور طريق الحرير التاريخي من سوريا والإشارة القرآنية إلى رحلة الشتاء والصيف، ليستا من المصادفات، بل هما دليل على جذور تجارية ضاربة في التاريخ أينعت ثمارها في العصر الحديث بصناعة مثمرة وتجارة بأعراف أصيلة.
نهضة متجددة
على الرغم من الأضرار والتراجع الذي أصاب القطاع النسيجي خلال السنوات الماضية، إلا أن المعرض، بحسب خربوطلي، يرسل رسالة واضحة بعودة هذا القطاع الحيوي للنهوض من جديد. هذه النهضة تُدفع بهمة وتصميم التجار والصناعيين أصحاب الخبرة والدراية الطويلة (الكار)، الذين يمثلون العمود الفقري لهذه الصناعة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن المعرض شهد لهذا العام انطلاقة جديدة في عالم واسع من الشركات والصفقات التجارية والتحالفات الاستراتيجية، مما يعد دليلاً قوياً على نجاح الجهود الجماعية لكل من ساهم في تنظيم الحدث ورعايته ودعمه.
منتج متميز
ولف إلى أنه لم يكن الهدف من المعرض مجرد عرض المنتجات محلياً، بل سعى ليكون منصة حقيقية للتصدير، ونافذة تطل بها الشركات السورية على الأسواق الخارجية بعروضها “السوية المتميزة”، وقال: يأتي هذا في إطار رؤية أوسع لـ”سوريا الجديدة” باقتصاد جديد.
وختم خربوطلي بالتأكيد على أن ما شهده معرض هذا العام من انطلاقة جديدة في عالم رحب من الشركات والصفقات والتحالفات إلا دليل على نجاح الجهود والخبرة لجميع من ساهم في التنظيم والرعاية والدعم ليكون نافذة للصادرات السوية المتميزة.