الثورة أون لاين:
يؤكّد السباح البريطاني، آدم بيتي، سيطرته الفريدة من نوعها على مسابقة رياضية واحدة، وهو الذي يملك أسرع 20 توقيتاً في سباق 100م صدراً، بعدما سبق للنجم ضمان تأهله إلى أولمبياد طوكيو، التي انطلقت أمس.
ورفض بيتي التأهل إلى الألعاب الاولمبية بطريقة عادية، بل سطّر خامس أسرع توقيت في خضمّ المنافسة على الإطلاق، فاحتل المركز الأول بزمن بلغ 57,39 ثانية، وسجّل باسمه أسرع 20 توقيتاً في التاريخ على الإطلاق في هذه المسافة، وذلك بعد ست سنوات على تحطيمه الرقم القياسي العالمي في الفئة عينها خلال بطولة بريطانيا للسباحة عام 2015.
وأصبح بيتي خلال أولمبياد ريو 2016 أول بطل أولمبي بريطاني في منافسات الحوض، وذلك منذ عام 1988، وأسهم في تحقيق بلاده للميدالية الفضية في سباق التتابع 4 مرات 100م متنوعة. وفاز آدم بجائزة أفضل أداء لسباح شارك في تلك الألعاب من قبل الاتحاد الدولي للسباحة (فينا)، بعدما حطم الرقم القياسي العالمي المسجّل باسمه خلال التصفيات، ومن ثمّ في النهائي.
ويعود رقمه القياسي العالمي الحالي (56,88 ث) إلى بطولة العالم 2019، التي أقيمت في كوريا الجنوبية، بعدما بدأ بيتي بإيلاء رياضة السباحة جدية أكبر، عندما شاهد وهو برفقة أصدقائه، مواطنه سباح مسابقات الصدر غريغ بنسون يتأهل إلى الدور نصف النهائي في أولمبياد لندن 2012.
وعن هذا الموضوع، قال بيتي لصفيحة (تايمز) البريطانية: كانت تلك اللحظة بمثابة مفترق طرق في حياتي، وقرّرت حينها أن أتعامل بجدية أكبر مع السباحة”، مضيفاً: كنت قد أنهيت الامتحانات المدرسية وأنوي أن أحتسي الكحول وأثمل برفقة أصدقائي عندما سمعت بأن غريغ بنسون، وهو صديق قديم من أعوامي الأولى، قد نجح في بلوغ الدور نصف النهائي في أولمبياد لندن 2012.وتابع: عرفتُ حينها بأنني لن أكون سعيداً إن لم أبذل جهدي في السباحة، ما جعله يدخل عالم النجومية من الباب الواسع عام 2014، بعد فوزه بثلاث ميداليات في دورة ألعاب الكومنولث، وتبعها بأربع ميداليات ذهبية في بطولة أوروبا ببرلين، التي تخللها تحطيمه للرقم القياسي العالمي في منافسات الصدر لمسافة 50م. كل ذلك إن دلّ على شيء فهو أنّ بيتي سلك مسار الانضمام إلى الكبار في عالم السباحة، فارضاً نفسه رقماً صعباً.
كيف حوّل الخوف إلى قوة؟
تبقى المفاجأة اللافتة في حياة بيتي ما قبل الألقاب والنجاحات والإنجازات، أنّه كان يخاف من المياه في طفولته، بعدما كشف ذلك بقوله: كنت أخاف حتى من الاستحمام، في شرحه لعقدته التي تحوّلت لاحقاً إلى عشق وإبداع في التعامل مع المياه، مضيفاً: كنت أصرخ دائماً عندما يحين وقت الاستحمام، إذ كان أشقائي الأكبر مني يقولون لي إنّ أسماك القرش قد تخرج من الثقب.
كان عام 2020 استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، إذ أُجبر بيتي، على غرار كل الرياضيين، على أن يضع أحلامه الأولمبية جانباً بسبب انتشار جائحة كورونا، واضطرار المنظمين إلى تأجيل أولمبياد طوكيو، لكنه رفض التوقف عن التمارين خلال فترة الحظر الكامل، وشيّد حوض سباحة في حديقته المنزلية.ويرى السباح البريطاني أنّ نقطة ضعفه هي الشوكولاتة، ويعيد نجاحاته إلى مقاربته الذهنية القوية، وهو يستعد لإطلاق كتابه الخاص في وقت لاحق من هذا العام بعنوان (عقلية محارب).
ويكشف بيتي في هذا الصدد، خلال حديثه للقناة الأولمبية عن وصوله إلى قناعة : بأنّ الرياضة لا تعني منافساً ضد آخر، بل هي ما تستطيع القيام به في عقلك الخاص. وعن الدافع وراء رسمه للوشم على ذراعه، قال بيتي: الشجاعة، النزاهة والإيمان… هذا ما رسمته على ذراعي. إنّها مبادئي الثلاثة الأساسية التي أمضي بها في حياتي.وأضاف: عندما تتمكن من السيطرة على طاقتك الداخلية تكتشف الطريقة للتعبير عنها وتحويلها إلى قوة.
ويضع بيتي عيناً على أولمبياد طوكيو وأخرى على حجز مكان له في قائمة عظماء هذه الرياضة، كاشفاً بقوله: أريد أن أترك إرثاً لا ينساه أحد، هذه مسألة وقت لا أكثر.