الثورة أون لاين- بيداء قطليش:
منذ بداية الحرب الإرهابية، والأطماع الأمريكية حاضرة في المشهد السوري ولا تقف عند حدود العدوان العسكري، بل تتعداها إلى النهب والسلب واللصوصية لخيرات وثروات ومقدرات السوريين، بحجة محاربة الإرهاب وعلى رأسها محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي وغيرها من الذرائع والأكاذيب.
السياسات الاحتلالية الأميركية طالت السيطرة غير الشرعية على المعابر وعلى آبار النفط، وكذلك سرقة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية من قمح وشعير وتهريبها إلى خارج الحدود ، بهدف حرمان الشعب السوري من مقدرات بلده، دون أدنى أخلاق وبعيدا عن كل القيم والأخلاق والقوانين الإنسانية.
حتى يومنا هذا لا تزال سرقة مقدرات الشعب السوري ونهب ثرواته هدفا لقوات الاحتلال الأميركي في سورية حيث استكملت نهجها العدائي، عبر دعمها الإرهاب، وباتفاق بينها وبين ميليشيا “قسد” لنهب النفط السوري في جريمة موصوفة ومعلنة تنتهك قواعد القانون الدولي، حيث تسيطر تلك القوات بالتواطؤ مع ذراعها الإرهابي “قسد” على أغلبية حقول النفط في منطقة الجزيرة السورية بهدف سرقتها، كما أدخلت على مدى الأشهر الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى محيط آبار النفط.
كما إن خريطة انتشار قواعد الاحتلال الأمريكية وتطويقها للمناطق النفطية الأساسية في منطقة الجزيرة والمعابر الحدودية مع العراق تؤكد أن هدف الاحتلال الأمريكي ينصب على الاستمرار بسرقة وتهريب النفط السوري عبر شمال العراق وقطع الطريق الدولية الرابطة بين الموصل وحلب واللاذقية والتي تعرف باسم “إم فور” لتشديد الحصار الاقتصادي على الشعب السوري والتحكم بلقمة عيشه. ففي سياق الممارسات والسياسات الاحتلالية الأميركية فقد أخرجت قوات الاحتلال الأمريكي، اليوم، رتلا مؤلفا من 25 صهريجا محملا بالنفط السوري المسروق من الأراضي السورية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وذكرت مصادر محلية من ريف اليعربية بريف الحسكة الشمالي الشرقي إلى أن الرتل كان برفقة عدد من سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات متنوعة التابعة لميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي.
وكانت قوات الاحتلال الأمريكي أخرجت مئات الشاحنات المحملة بالنفط السوري المسروق والثروات الباطنية على مدى الأشهر الأخيرة بالتنسيق مع ميليشيا “قسد” المدعومة منه إلى الأراضي العراقية.
على الرغم من كل هذه الحقائق والمعطيات والمؤشرات التي توثق حقيقة المساعي الخبيثة الأمريكية، نجد أنه من العار أن يصمت العالم عن هذه السرقة الموصوفة والموثقة للثروات والخيرات السورية في وضح النهار من قبل أميركا، الدولة المارقة، التي أثبتت أنها أكثر خطرا واختراقا للقانون الدولي من “داعش” نفسها التي تدعي محاربتها.