خطاب القسم.. الإرادة والتصميم رهاننا لتجاوز الصعوبات ومقاومة الحصار

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

ما من شك بأن أي فعل أو عمل نقوم به أو ننوي القيام به في حياتنا لابد أن ينطلق بالأساس من وجود إرادة صلبة وعزيمة قوية ورغبة حقيقية لدينا، والإرادة هنا هي بمعنى التصميم على القيام بالفعل وامتلاك المقومات الضرورية لأداء هذا الفعل، فمن يمتلك الإرادة سيسعى لامتلاك القدرة على خوض التحديات وتذليل العقبات والصعوبات التي تعترض مسيرته فيها، ولأن الإرادة من أهم العناوين المطلوبة في هذه المرحلة لتجاوز تداعيات الحرب والحصار المفروضين على سورية فقد ركّز عليها السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه التاريخي بمناسبة أدائه القسم الدستوري لولاية دستورية جديدة وأعطاها الأهمية القصوى كعنوان رئيسي.
يقول الرئيس الأسد في فقرة من خطابه: “عنوان الإرادة هو عنوان وطني وعنوان جماعي، الإرادة إرادة العمل والإنتاج التي تتجاوز بقوتها كل درجات الإحباط والخضوع للواقع إن أردنا أن نحقق النتائج المأمولة، دون الإرادة كل العناوين الأخرى لن تؤدي إلى أي نتيجة مأمولة”.
فالإرادة الصلبة والعزيمة القوية التي امتلكهما جيشنا البطل خلال سنوات الحرب الإرهابية الطويلة هما اللتان مكنتاه من الصمود في أعتى الظروف وهزيمة الإرهاب وتحرير الأرض والحفاظ على كيان الدولة والمجتمع وإفشال كل الرهانات الخارجية المعادية، وهي نفس الإرادة ونفس العزيمة التي مكنت شعبنا الصامد من مواجهة كل أشكال الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية وكل الحملات المغرضة التي استهدفته، وبالإرادة والعزيمة نفسهما يمكن قهر الحصار الجائر والعقوبات الظالمة المفروضة من محور الشر والعدوان.
يقول الرئيس الأسد في فقرة أخرى من الخطاب: “الحصار هو الفرصة الأكبر للتطوير بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية وعلينا ألا نكتفي بتخفيف الخسائر بل علينا تحقيق الأرباح وهذا ممكن ونحن قادرون فلا توجد مشكلة دون حل، لكن علينا أن نبحث عنه، ولا توجد مشكلة بلا نهاية إلا إذا بقينا ننتظر أن تأتي هذه النهاية من تلقاء نفسها، لكن الحلول لن تكون سهلة، والحلول لن تكون من دون ثمن لكن الثمن الذي ندفعه اليوم سنحصد مقابله لاحقاً، والشعب الذي خاض حرباً ضروساً واسترد معظم أراضيه وفرض دستوره في الشارع وصناديق الاقتراع رغماً عن أنف أقوى الدول وأكبر الدول وأغنى الدول، بكل تأكيد قادر على بناء اقتصاده وعلى تطوير ذاته بأصعب الظروف وبالإرادة والتصميم نفسهما”.
كثيرة هي الشعوب والدول التي تمكنت من قهر الحصار المفروض عليها من قوى الاستعمار والعدوان وتحضرنا دول عديدة لم تستطع سياسات الحصار والعقوبات الأميركية من تطويعها أو قهر إرادتها أو دفعها للتنازل عن حقوقها أو بيع قضاياها الوطنية، فالجمهورية الإسلامية في إيران تعرضت للحصار والعقوبات الأميركية والغربية وشنت عليها حروب إقليمية واعتداءات عديدة منذ انتصار ثورتها عام 1979 ولكنها برغم ذلك حققت بفضل الاعتماد على الذات وعلى قدرات شعبها نهضة اقتصادية وعلمية وباتت من الدول التي يحسب حسابها في المنطقة، ونفس الأمر يمكن أن يقال عن الثورة الكوبية التي استطاعت أن تصمد منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي في مواجهة الحصار الأميركي الجائر عليها وأن تحافظ على استقلالها وقرارها السيادي بفضل الإرادة والتصميم الذي أظهره الشعب الكوبي خلف القيادة الشجاعة للرئيس الراحل فيديل كاسترو وهناك أمثلة أخرى تنطبق على فنزويلا وكوريا الديمقراطية، ولكن لن نذهب بعيدا في إيراد الأمثلة، فقد استطاع شعبنا في ثمانينات القرن الماضي من تجاوز أبشع أنواع الحصار والعقوبات الغربية تحت قيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، وتمكن من تحقيق نهضة وتنمية زراعية وصناعية انعكست مؤشرات اقتصادية عالية باعتماده على قدراته الذاتية وانتقلنا معها من دول تستورد إلى دولة مكتفية بذاتها وتصدر الفائض من إنتاجها، وكانت تلك الفترة حافلة بالضغوط والحروب والمؤامرات والصعوبات، ولكن شعبنا تجاوزها بفضل إرادته القوية النابعة من وطنيته الصادقة.
واليوم نحن نستطيع إذا ما آمنا بقدراتنا وطاقاتنا الحقيقية والكامنة أن نفعل المستحيل شرط أن نقتدي بأجيال سورية سابقة، يقول سيادته: “إيماننا بجيشنا واحتضاننا له حقق الأمن وهو الذي سيكمل التحرير ولو بعد حين، إيماننا بأنفسنا، بتاريخنا، بثقافتنا عزز وحدتنا، هذا الإيمان حقق ما يشبه المستحيل في ظروفنا، وهذا الإيمان هو ما نحتاجه اليوم لمواجهة الحرب الاقتصادية لنحول نتائجها لمصلحتنا، ونحن قادرون على ذلك بكل تأكيد وعندما أقول قادرون فأنا لا أبالغ وأنا لا أحب المبالغة وأنا لا أقصد الإيمان بالوهم وإنما بالحقائق وبما أثبته الواقع”.

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية