الثورة أون لاين – دينا الحمد:
جرائم الغرب بحق السوريين يعرفها العالم بأسره، وتتوالى التسريبات من الصحافة الغربية نفسها حول تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية خجلاً، وآخرها ما نشره “موقع غراي زون” حول شبكة مرتبطة بالاستخبارات البريطانية شاركت بفبركة مسرحيات الكيميائي في سورية، تمهيداً لاتخاذها ذرائع للعدوان على السوريين ومحاولة فرض الغرب إملاءاته عليهم.
بالأمس قرأ العالم كله فضيحة رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفبركاته وأضاليله حول سورية، بطلب من واشنطن ولندن وسواهما من عواصم العدوان، واليوم يسرب الموقع المذكور فضيحة جديدة لإجرام الغرب بحق الدولة السورية وشعبها، فيشير في تقريره إلى أن شبكة من العملاء والخبراء المزيفين المرتبطين بوكالات الاستخبارات البريطانية شاركت في فبركة وتلفيق مسرحيات الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية واستخدامها فيما بعد في إطار الحرب الإرهابية على سورية التي لعبت وسائل الإعلام الغربية الدور الرئيسي فيها.
وفي تفاصيل الجريمة المذكورة أدت شبكة متصلة بالاستخبارات البريطانية ومجموعة شخصيات أدواراً رئيسية في المكائد والمؤامرات الكبيرة التي تمت حياكتها حول الهجمات الكيميائية المزعومة وإيجاد تغطية إعلامية عالمية لهذه الفبركات سعياً وراء هدف واحد وواضح وهو حشد الدعم الغربي للتدخل في سورية وزعزعة استقرارها، مشيراً إلى أن الجاسوس البريطاني “هاميش دي بريتون غوردون” الذي عمل سابقاً كقائد للفوج الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي في الجيش البريطاني هو الذي نصب نفسه فيما بعد خبيراً في الأسلحة الكيميائية وقدم أدلة مزعومة استخدمتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كمصدر رئيسي لتقاريرها المسيسة التي حرفت الحقائق وقلبت الوقائع حول الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية.
لا بل إن الموقع ينقل التسريبات عن غوردون نفسه، فوفقاً لهذا الأخير فقد عرف عن نفسه في حسابه على تويتر بانه عضو في اللواء 77 بالجيش البريطاني وهو فرقة عسكرية تحتفظ بأعداد هائلة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الحقيقية والمزيفة والآلية التي تستخدمها لنشر الدعاية الداعمة لأهداف وزارة الخارجية البريطانية وتشويه سمعة المعارضين والمنتقدين لها، لكن هذا التوصيف أزيل من حساب غوردون فيما بعد ولاسيما بعد أن بدأ أنشطته المشبوهة في سورية والتي أسس من خلالها منظمة في الأماكن السابقة التي انتشرت فيها التنظيمات الإرهابية في حلب لجمع عينات وأدلة مزعومة حول الهجمات الكيميائية المفبركة بهدف الدفع لجهة تدخل أمريكي وهذا ما أكده مسؤول غربي رفيع المستوى لم يكشف الموقع عن اسمه.
أيضاً كلنا يذكر، ومنذ أسابيع فقط، كيف سرب موقع “غراي زون” ذاته وثائق مشابهة كشفت زيف الغرب وفضحت وسائل إعلامه ومعها بعض الوسائل الإعلامية الإقليمية، وسلط الموقع الضوء على نفاقها وتضليلها، وكيف شكلت الركن الأساسي في الحرب الإرهابية على سورية منذ بداية الحرب الإرهابية عليها، وكيف عملت على حرف الحقائق وغسيل عقل المتابع.
وكانت تلك الوثائق المسربة قد أظهرت إنفاق الحكومات الغربية مليارات الدولارات بشكل مباشر أو عبر شركات مرتبطة بشكل أو بآخر بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لشن الحرب على سورية وتمويل ودعم وإنشاء تنظيمات إرهابية فيها وإخفاء الحقائق وتزويرها عبر تجنيد أشخاص اصطلحت تسميتهم “نشطاء” لفبركة التقارير والقصص والصور وقلب الوقائع بحسب ما يخدم مصالح القوى الاستعمارية.
هكذا تتسرب الوثائق يومياً عن الدور الإجرامي القذر والهدام الذي قامت به بريطانيا وأميركا وبقية منظومة العدوان على سورية بحق السوريين، وهكذا يبقى العالم صامتاً ومتفرجاً على مزيد من الحصار والتعطيش والتجويع والإرهاب بحقهم دون أن يحرك ساكناً.
