خطاب القسم.. الوعي الوطني خط الدفاع الأول عن الوطن

الثورة أون لاين – سامر البوظة:

عادة ما تلجأ الدول الاستعمارية في حروبها على التركيز بالدرجة الأولى على استهداف المجتمعات من الداخل خاصة المجتمعات المحصنة والمنيعة والتي تقف عائقا أمام تنفيذ مخططاتها الاستعمارية وتعرقلها, وذلك لإضعاف تلك المجتمعات وتفكيكها ليسهل السيطرة عليها والتحكم بها, وبالتالي تسهل المهمة ويصبح الطريق سالكا لتمرير مخططاتها وتحقيق أهدافها.
وهو ما شاهدناه بشكل واضح خلال الحرب الإرهابية الظالمة التي استهدفت سورية قبل أكثر من عشر سنوات, حيث دأبت دول العدوان منذ اللحظات الأولى لتلك الحرب على استهداف المجتمع السوري من الداخل ليقينها أن هذا الشعب عنيد ومقاوم وسيسبب لها العديد من المشاكل وسيكون حجر عثرة أمام تحقيق أجنداتها الاستعمارية الخبيثة, وهو المعروف عنه صموده وعنفوانه, فنوعت في أساليبها وطرقها ولم تترك وسيلة إلا واتبعتها, من تضليل وكذب وخداع عبر حرب إعلامية ونفسية غير مسبوقة وصولاً إلى الفتنة الطائفية والمذهبية, وغيرها من الأساليب القذرة للتأثير على معنويات الشعب والنيل من صموده وثباته وإفقاده ثقته بجيشه وقيادته, إلا أن الشعب السوري استطاع بوعيه وإيمانه وتشبثه بأرضه ووطنه أن يفشل كل تلك المخططات وأن يكون الصخرة المنيعة التي تحطمت عليها كل المؤامرات, ويسقط كل رهانات الأعداء.
فالوعي المجتمعي والتلاحم الشعبي والانتماء الوطني, كانت من أهم الركائز التي تصدى من خلالها الشعب السوري للمخططات المعادية خلال الحرب الإرهابية الظالمة التي استهدفته طوال السنوات الماضية ولا تزال, واستطاع من خلالها وأد المؤامرات الخبيثة التي كانت معدة له وكانت سببا رئيسيا في النصر.
السيد الرئيس بشار الأسد، وضمن هذا السياق, أشار خلال إلقائه لخطاب القسم إلى هذا الجانب الهام واستفاض في شرحه وتفصيله نظرا لما كان له من دور هام وحاسم في النصر الذي تحقق، مشيراً إلى الدرجة العالية من الوعي لدى الشعب السوري خلال الحرب والتي كان لها الدور الكبير والحاسم في معركة الصمود والنصر, عندما خاطبهم قائلاً: “لقد برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني خلال الحرب أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب، ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين.. أرادوها تقسيماً, فلجمتم أوهامهم وأطلقتم بوحدتكم الوطنية رصاصة الرحمة على مشاريع فتنتهم الطائفية والعرقية.. الوعي الشعبي هو حصننا، به نميز ما بين المصطلحات الحقيقية والوهمية بين العمالة والمعارضة بين الثورة والإرهاب بين الخيانة والوطنية”.
وكما أوضح سيادته, فإن ذلك ليس جديداً على شعبنا, وليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها رقيه الوطني في مراحل مفصلية, فلطالما أثبت عبر التاريخ أنه شعب عنيد عصي على الإركاع, شعب مؤمن بوطنه متمسك بأرضه, شعب تربى على الكرامة والإباء يرفض الذل والمهانة, لذلك كان رهان الأعداء على إضعاف هذا الشعب وتفكيكه وتحويله إلى مرتزق يبيع وطنه, إلا أن الرياح جاءت عكس ما تشتهيه سفن الأعداء, فالشعب السوري بقي صامداً ولم تنطل عليه كل تلك المسرحيات, بل ازداد صلابة وتماسكاً, وأفشل بوعيه ووحدته الوطنية كل مخططات الأعداء وأسقط رهاناتهم.
إذاً, الوعي ركيزة هامة وأساسية في أي معركة, فهو حصن الوطن وهو خط الدفاع الأول ضد الأخطار والتهديدات, ومن يستطع أن يكسب معركة الوعي لن تقف أمامه أية عوائق وسيكسب الحرب حتما, وكما قال السيد الرئيس: “الحروب الحديثة هدفها الإنسان قبل الأرض، ومن يهزم الإنسان يربح الحرب”.
لذلك المرحلة المقبلة تتطلب أن نكون أكثر حذراً, وأن نحصن أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا أكثر ضد أي اختراق, لأن الصفعة القوية التي تلقتها قوى العدوان والهزيمة المذلة التي منيت بها في سورية لن تنساها بسهولة وستواصل محاولاتها المستميتة لاقتناص أي فرصة والانقضاض لرد شيء من اعتبارها وكرامتها التي مرغت في الطين السورية, وشعبنا أثبت أنه على قدر المسؤولية وأنه أهل للتحدي وعنوان للصمود, وسيبقى محصناً بوعيه وانتمائه الوطني, ولن تنال منه كل مخططات الأعداء ومؤامراتهم, وسينتصرون حتماً.

آخر الأخبار
"اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض  تحدياً للدولة والإقليم.. "حزب الله" يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان سوريا بلا قيود.. حان الوقت لدخول المنظمات الدولية بقوة إلى سوريا قوات إسرائيلية تتوغّل في ريف القنيطرة الاقتصاد السوري يطرق أبواب المنظومة الدولية عبر "صندوق النقد" القطاع المصرفي عند مفترق طرق حاسم إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب الآباء النرجسيون.. التأثير الخفي على الأطفال والأمهات بناء الثقة بالحكومة من بوابة التميز في خدمة المواطن مشروع الهوية التنموية.. تحديات وفرص رفع معدلات القبول يشعل جدلاً واسعاً بين طلاب المفاضلة الجامعية "تجارة وصناعة" دير الزور تسعى لإطلاق مشروع تأهيل السوق المقبي البحث العلمي في جامعة اللاذقية.. تطور نوعي وشراكات وطنية ودولية حين يختار الطبيب المطرقة بدل المعقم محادثات أميركية ألمانية حول مشروع توريد توربينات غاز لسوريا قطر والسعودية وتركيا.. تحالف إقليمي جديد ضمن البوصلة السورية  الرؤية الاستراتيجية بعد لقاء الشرع وترامب.. "الأمن أولاً ثم الرخاء" ترامب يعد السوريين بعد زيارة الشرع.. كيف سينتهي "قيصر"؟ تغيرت الكلمات وبقي التسول حاضراً!