الثورة أون لاين – تحقيق – جهاد الزعبي:
نظراً لخطورة الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية تسعى مديرية زراعة درعا إلى تكثيف الندوات لنشر وتعميم الزراعة النظيفة الخالية من الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية . ومن خلال الأيام و المدارس الحقلية ووحداتها الإرشادية لتطبيق الزراعة باستخدام المكافحة المتكاملة الحيوية لإنتاج محاصيل خالية من الأثر المتبقي
*زراعة نظيفة..
وبهذا السياق أكد المهندس “عبد الفتاح الرحال” مدير زراعة درعا أنه ومن باب التأكيد على جودة وسلامة محاصيلنا الزراعية التي نفتخر بها كماً ونوعاً تقوم مديرية الزراعة بدرعا بتسليط الضوء على موضوع الأثر المتبقي للمبيدات في محاصيلنا الزراعية.
حيث يؤدي هذا الأثر إلى إحداث خلل في التوازن الهرموني لجسم الإنسان مما يتسبب بالإصابة بأنواع مختلفة من السرطان وكذلك حرصاً على ضمان استمرار تصدير محاصيلنا الزراعية للأسواق الخارجية وما يعود به من نفع على الجميع.
ولفت الرحال أن الدول المستوردة لهذه المحاصيل تقوم بفحص الأثر المتبقي للمبيدات فإذا تبين بأنها ملوثة تقوم مباشرة بوقف استيراد هذه المحاصيل مما يحدث خللاً في تسويق المنتجات الزراعية وعلى سبيل المثال لا الحصر من فترة وجيزة تم رفض وإعادة إرسالية من التفاح السوري في ميناء بور سعيد بسبب الأثر المتبقي للمبيد.
*التوعية والإرشاد..
وحول دور الإرشاد الزراعي في نشر وتوعية المزارعين بمخاطر الأثر المتبقي للأسمدة والمبيدات الصناعية أشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد فيصل الشحادات إلى أنه لابد من تعريف المزارعين بما هو المقصود بالأثر المتبقي للمبيدات الزراعية..؟
حيث يُعرف بأنه الكمية المتبقية من المبيد على الخضار والفواكه بعد رشها بنسبة أعلى من المسموح بها بالإضافة إلى جني المحاصيل دون الاهتمام بتجاوز فترة الأمان الخاصة بكل مبيد والتي من المفترض أن يمنع خلالها جني المحصول لجعل الثمار آمنة من خطر وجود أثر المبيد الذي يتفكك خلال هذه الفترة. سواء كانت هذه المبيدات حشرية أو فطرية …الخ
فعند رش المحاصيل بالمبيدات غير الجهازية (الملامسة) فإن جزء المبيد يلتصق بسطح الأوراق والثمار وهنا يمكن التخلص منه عبر الغسيل الجيد للثمار وتكمن المشكلة في حالة الرش بمبيدات جهازية قادرة على اختراق أنسجة النبات حيث تصبح عصارة النبات سامة ولا يمكن التخلص منها بالغسيل ولا تزول سميتها إلا بعد انتهاء فترة الأمان.
ما هي فترة الأمان للمبيد؟
ويؤكد “الشحادات” أنه عند رش المبيدات يتم تحللها خلال فترة زمنية تختلف من مبيد لآخر وتسمى هذه الفترة بفترة الآمان، وعند قطف المحصول بعد انقضاء فترة الآمان يكون المحصول خالياً من آثار المبيدات.أما إذا قطف المحصول قبل انقضاء فترة الآمان يكون المحصول ملوثا” بأثر المبيد، و كل مبيد له فترة أمان حسب تركيبه الكيميائي. ويتوقف هذا أيضاً على نوع المحصول.
مشيراً إلى أن محاصيل الخضروات ذات مواعيد القطف المتقاربة مثلاً لابد أن يكون فترة الأمان للمبيد قصيرة مثل الخيار والكوسا والباذنجان والطماطم … الخ على العكس من الفواكه.
*برنامج إرشادي..
وقال الشحادات إن مديرية الزراعة بدرعا تطلب من الفلاحين الالتزام بالتعليمات والإرشادات التالية: عدم استخدام أي مبيدات حشرية دون أن تكون مرخصة من الناحية القانونية وتحديد الزمن الفاصل ما بين استخدام المبيد ووقت القطاف.
حيث يعد عاملاً هاماً من عوامل الوقاية (فترة أمان المبيد). وعدم استخدام المبيدات الجهازية لمكافحة آفات الخضار والنباتات العشبية التي تؤكل نيئة نظراً لبقائها فترة طويلة بين الثمرة والأوراق وصعوبة التخلص منه إلا بعد انتهاء فعالية المبيد بالإضافة لتقليل عدد الرشات المستخدمة للمكافحة يعتبر وسيلة هامة للحد من مخاطر التلوث. واتباع طريقة الرش الجزئي للمساحة المطلوب رشها وذلك برش صف من الأشجار الشديدة الإصابة وترك صف أو عدة صفوف بدون رش وانتقاء بعض الأشجار على مسافات محددة ورشها وذلك ضماناً لبقاء العدد الاحتياطي من الأعداء الحيوية على الأجزاء غير المرشوشة بالإضافة إلى أنه يساعد على خفض التلوث.
مشدداً على أهمية تأمين بدائل المبيدات الحشرية وذلك باستخدام المكافحة المتكاملة ( ميكانيكية , طبيعية , أعداء حيوية الخ ….) والانتباه لمخاطر المبيدات المستخدمة وتحديد عدد مرات الاستخدام والزمن الفاصل بين كل رشة وأخرى ووضع جدول بأنواع المبيدات وفترات الأمان لكل منها حسب نوع الزراعة.
*تعليمات للمستهلك..
وطلب الشحادات من المستهلكين بضرورة غسل الخضار جيداً قبل استخدامها للتأكد من خلوها من آثار المبيديات الحشرية فقد ثبت أن الغسيل الجيد يؤدي لخفض تركيز المتبقيات إلى ما دون النصف والتقشير يؤدي لإزالة معظم المتبقيات من على ثمار الخضروات التي تؤكل نيئة بينما التخليل يقلل إلى حد ما من أثر المتبقيات.
*الوقاية لها دور..
وكشف رئيس دائرة الوقاية بزراعة درعا المهندس “حسن الصمادي” أن دائرة الوقاية تعمل على مكافحة الآفات مثل فأر الحقل وحشرة السونة ودودة الحشد الخريفية التي تصيب الذرة بالتوازي مع إرشاد وتعليم المزارعين على كيفية مكافحة الأمراض والآفات الحشرية وفق البرتوكول العلمي والنسب المسموح بها مع التركيز على التوسع بالمكافحة المتكاملة الحيوية باستخدام الأعداء الحيوية وذلك للتخلص من الأثر المتبقي للمبيدات والحصول على منتجات نظيفة مع التركيز على فترة الأمان لوقت قطاف المحاصيل بعد رشها بالمبيدات .
حيث تم إقامة مدارس حقلية لبعض المحاصيل وندوات علمية من أجل التوسع بالمكافحة المتكاملة الحيوية والتقليل قدر الإمكان من استخدام المبيدات من أجل نظافة المحاصيل وبالتالي الحفاظ على صحة الإنسان .