الثورة أون لاين – سهير زغبور:
لو سألنا أنفسنا عن ظاهرة تأخر النطق عند الاطفال والتي تكاد تكون عامة في هذا العصر .. لوجدنا الاجابة ابعد من كون الامر يعود الى سبب خلقي في كثير من الاحيان ….
اذ نجد ان الطفل السليم من الناحية البنيوية لايجيد النطق بالتوازي مع المرحلة العمرية التي يفترض ان تكون قد أنضجت النطق لديه….
ويبدو ان اكتشاف السبب ليس بالامر العسير ..فهو جلي للعيان ودون عناء بحث ….
اذ لن يخغى عنا ان عصر التقانة والانترنيت وعلى اهميته قد استلب من الطفل وقت امه ….التي يفترض ان تخصص له اكبر وقت ممكن لتلقينه اللغة وتدريبه على النطق ..
والامر مزدوج تماما
اذ نرى اغلب الامهات يمضين الوقت الاكبر في التواصل عبر مواقع الانترنيت …اما بدافع العمل او التسلية او التواصل …..
وفي الوقت نفسه نجدهن يبحثن عن طريقة تخفف ضجيج الطفل وحركته من تحميل الهواتف النقالة العابا واغاني تسلي الطفل وتريح الام ….
فيموت الوقت بلا تدريب او تأهيل لهذا الطفل المرهون للعبة ضمن جوال لاروح فيه ولاحياة ولا الفة ….
ولا تعريف بلغته التي ستكون هويته فيما بعد ……
هذا الطفل الذي لن يمتلك منها مايجب الا بالتقطير ….وهذا الشتات سيقطع عنه لهفة تعلمها ..وحبه لأدواتها وبيئتها المحيطة به ….
وسيقع في تخبط عدم القدرة على التعبير عن مشاعره …الا في الشحيح منها ….
وهنا يدخل في نفق نفسي مظلم …..
واذا تقدمنا قليلا الى المرحلة الدراسية ستكبر الهوة بين ماتلقاه الطفل من لغة وبين المنهاج الذي سيكون اضخم من حجمها عنده ……
فلا غرابة الا يكون مستوى التحصيل متدنيا ….
والامر يستمر طرديا مع كل مرحلة قادمة
اذن الامر خطير نسبيا على لسان الطفل
وسلامة لغته
اذن لابد من عملية تحرير اللسان عند الطفل … ومنذ الاشهر الاولى بعد ولادته…..
فالتواصل معه بطريقة مباشرة وتدريبه على اللغة امر ضروري مع كل المحفزات والمؤثرات السمعية وغيرها..
لان اهمال الامر سيصبح كارثيا فيما اذا تفاقم …..
فلا شخصية ولاوعي ولا تفكير للانسان بدون اللغة…..
فلنستثمر التقنية لما فيه صالح الطفل بدلا من الرجوع بنا عصورا بعيدة آلاف القرون عن الحضارة …..
وهنا يعود الدور الاول والاخير الى الام
لانها نقطة البدء ..وفي البدء كانت الكلمة..