الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
يقول الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لم يسمع أي انتقادات من حلفاء أمريكا بشأن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان وانهيار الحكومة الأفغانية، لكنه نسي أن الانتقاد الأوروبي المستمر لهذا الانسحاب هو في تزايد يوماً بعد يوم.
فقد اشتكى مسؤولون من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا من أن وعود بايدن بالتشاور مع أوروبا حول أفغانستان كانت كاذبة ومزيفة، وسيبقى يسمع الرئيس المزيد من حالات التذمر والسخط في أوروبا حول طريقة انسحابه من أفغانستان وتمكين طالبان من الوصول إلى السلطة.
لقد أضاف الفشل الأميركي الذريع في كابول، بعد زلات الولايات المتحدة الكارثية في مناطق مختلفة من العالم خاصة في العراق، إلحاحًا أكبر على السؤال الذي عانى منه حلف الناتو تقريبًا منذ نهاية الحرب الباردة.
يقول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه طلب من بايدن خلال مكالمة مجموعة السبعة إبقاء مطار كابول مفتوحًا لرحلات الإجلاء بعد وضع الموعد النهائي الأصلي نهاية الشهر الماضي، لكن مطالب الحلفاء بـ “الانسحاب الأميركي على أساس الشروط” المتفق عليها قوبلت بالرفض من قبل بايدن الذي أصر ربما بشكل متسرع بعض الشيء ومثير للجدل، على تحديد موعد نهائي صارم لمغادرة أفغانستان، وقال سفير بارز في حلف شمال الأطلسي إنه لم تقف أي دولة أوروبية وتقول لا لهذا الانسحاب.
عندما تولى بايدن منصبه وعد الأمريكيين بإعادة العلاقات مع أوروبا إلى أفضل حالاتها بعد صدمة سنوات ترامب الكارثية كسيد للبيت الأبيض وهاهو يعيد الكرة مع أوروبا وبتفرد في رأيه ضارباً بعرض الحائط مصالح الدول الأوروبية الحليفة له ومتجاهلاً حلف الناتو، إلا أن الفشل الأميركي الذريع في أفغانستان جعل العديد من الأوروبيين مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على الولايات المتحدة لرعاية مصالحهم الأمنية بغض النظر عمن يحتل البيت الأبيض.
لقد أدى تحول تركيز السياسة الخارجية في واشنطن إلى مواجهة النفوذ العالمي المتزايد للصين إلى تعميق مخاوف الأوروبيين، وخلال اجتماع قمة الناتو في يونيو حزيران الماضي من هذا العام، والذي حضره بايدن، وصف رئيس جمهورية التشيك ميلوس زيمان، قرار سحب القوات الأميركية من أفغانستان بأنه “خيانة”.
وتبدو بعض الدعوات للتغيير في التعامل الأوروبي مع الولايات المتحدة أكثر جدية اليوم مما كانت عليه في الماضي، ووصف أرمين لاشيت، المحافظ الألماني الذي يسعى لخلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشارة، الانسحاب الأمريكي بأنه “أكبر كارثة شهدها الناتو منذ تأسيسه”.
وقال جوزيب بوريل فونتيليس، رئيس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي “إن مغادرة القوات الأميركية وانسحابها من أفغانستان كانت كارثة على الشعب الأفغاني، وهي منافية للقيم والمصداقية بين الدول”.
ويضيف فونتيليس: “هل كانت معلوماتنا ضعيفة حقًا؟ هل كان فهمنا للحكومة الأفغانية ضعيفًا جدًا؟ هل كانت معرفتنا على الأرض غير كافية إلى هذا الحد؟ أم أننا اعتقدنا فقط أنه كان علينا أن نتبع الولايات المتحدة.
وقال ياب دي هوب شيفر، الأمين العام لحلف الناتو من عام 2004 إلى عام 2009، إن الانتقاد الأوروبي لبايدن كان دقيقًا تمامًا، ولكنه أيضًا غير ذي صلة إلى حد ما، لأن “نحن الأوروبيين أصبحنا مدمنين على القيادة الأميركية والتبعية لها، وقال إنه بالنظر إلى صعود الصين القوي اقتصادياً وعسكرياً، فإن العلاقة عبر الأطلسي كما عرفناها لن تكون أبدًا هي نفسها.
بقلم: ستيفن إرلانجر
المصدر: نيويورك تايمز
