الثورة أون لاين – هنادة الحصري:
ما زالت أحداث 11 أيلول – سبتمبر تلقي بظلالها على العالم بأسره ، نظرا لما تميزت به من صورة ضبابية و اختلاف في التحليل و الرؤى . إلا أن أكثر المعطيات تلقي بهذه الأحداث على كاهل أمريكا نفسها على أنها الفاعل المباشر للتعامل مع حليفتها إسرائيل لما تحمله من مصالح استراتيجية سياسية ، و هذا لا نجده غريبا فالعنف سمة من سمات المجتمع الأمريكي .
يقول البروفيسور الأميركي جون كوزي : إن العنف يشكل سمة أساسية من سمات المجتمع الأميركي و هو بمثابة روتين اعتاده الأميركيون الذين يشاركون في العنف و يتمتعون به لدرجة أصبح فيها صيغة ضرورية تميز وجودهم ووسيلة طبيعية للحياة على الطريقة الأميركية .
إن نظرة عميقة إلى الحقبة الأولى من تكوين أميركا منذ أيام الأوروبيين الذين استعمروا القارة و كانوا يكنون الكراهية الشديدة لبعضهم توضح أن تكوين المجتمع الأميركي و بنيته الاجتماعية صممت و تغذت على العنف ، فعمليات القتل الجماعية و حوادث العنف التي يشهدها المجتمع الأمريكي ليست مستغربة إذ لا ترى فردا إلا و يحمل السلاح كأنه حق فردي يضمنه الدستور الأميركي !..
و إذا تحولنا جانب الثقافة الأميركية نجد أن العنف متعة يستمتع بها الأمريكي و يعتبرها مصدرا للترفيه و أوضح مثال كرة القدم الأميركية و رياضة المصارعة . التي تتسبب باتلاف دماغ اللاعبين و … الخ
و هذا يدل على الطبيعة الاجتماعية العنيفة الأميركية .. وإذا عدنا إلى الإحصائيات الكثيرة وجدنا أن ارتفاع معدلات العنف و الجرائم التي تجري في أميركا وصل إلى 87 جريمة يوميا . و خاصة في شيكاغو و هذا يدل على خطورة العيش في المجتمع الأميركي هذا المجتمع القائم على العنف .. و الذي سيؤدي بالأفراد إلى إبادة بعضهم بعضا .
السؤال الاّن هو : أليس حيازة السلاح و اعتبارها حقا فرديا يضمنه الدستور دليلا قائما على فشل الولايات المتحدة الأميركية في وظيفتها الرئيسة و هي تأمين الاستقرار الداخلي للفرد هذا بالتزامن مع السياسة الأميركية الخارجية حيث تدعي الديمقراطية و في الوقت نفسه تغذي الإرهاب و تتدخل بشكل سافر في العالم و تعتمد على سياسات عسكرية خارجية تستخدم فيها الرصاصة و الصاروخ و أخيرا طائرات دون طيار فما هذه المفارقة ؟!.