الثورة أون لاين – نهى علي:
تسعى هيئة الإشراف على التأمين لتعزيز الإعادة المحلية بين الشركات، بعد أن انسحبت كل شركات إعادة التأمين العالمية من السوق السورية، على خلفية إجراءات الحصار وقرارات المقاطعة أحادية الجانب المفروضة على سورية.
وتشير تقارير هيئة الإشراف في سياق الحديث عن السعي لتوطين معيدي التأمين محلياً، إلى أن شركة الاتحاد العربي لإعادة التأمين أدت دوراً مهماً في هذا المسار لكونها أخذت دور المعيد الرائد لتسع شركات سورية من أصل 13 شركة، والمعيد الرائد للمؤسسة العامة للتأمين، بطاقات استيعابية جيدة والمؤسسة أخذت جزء جيد من الأخطار من شركات التأمين الخاصة.
كما تشير إلى مجموعة من الأفكار مع تجديد الاتفاقيات خلال العام القادم، بالتوازي مع المحاولات العديدة مع أسواق الدول الصديقة ويتم العمل على عدة مجالات عسى أن تصل لخواتيم جيدة تخدم في موضوع اتفاقيات العام القادم لتعزيز الطاقات الاستيعابية، إلا أن المشكلة الجوهرية هنا هي تلك المتمثلة بالطاقات الاستيعابية لاتفاقيات إعادة التأمين لا تلبي الغرض في تأمين المنشآت الضخمة، إذ يمكنها تأمين منشآت كبيرة الحجم نوعاً ما فقط، ولكن لدى مستوى معين تعجز شركات التأمين لكون معيد التأمين إما غير موجود أو قدرته الاستيعابية محدودة، وهناك اتفاقيات لدى الشركات الأربع الباقية مع معيدي تأمين خارجيين.
على التوازي تتحدث أحدث تقارير الهيئة، عن تحضيرات جادة لأعمال جديدة ومهمة خلال الفترة القادمة، وعن معالجات مهمة في ملف التأمين الصحي لكونه أولوية ولا سيما التأمين بشقه الإداري، العمل بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتأمين لكونها صاحبة المحفظة وحاملة الخطر، والدراسات تبنى على بيانات إحصائية مع الأخذ بعين الاعتبار وضع السوق والشكاوى المتكررة الواردة إلى الهيئة من قبل المؤمن لهم ومعاناة كافة الأطراف بما فيهم مقدمي الخدمة، بالتوازي مع الارتفاعات الطارئة على أسعار الأدوية مؤخراً الذي استوجب إجراء تعديل يتناسب معها.
وتؤكد تقارير الهيئة أن بوليصة التأمين اليوم تشكل عبأً على المواطن لكونه يدفع فروقات الأسعار في المعالجات والمخابر والمشافي، لأن التأمين حالياً في ظل التضخم وغلاء الأسعار يغطي نصف القيمة فقط، ولذلك لابد أن تأتي البوليصة لتخفيف هذا العبء عن المؤمن لهم بشكل ملحوظ، بوجود ضوابط لوصول الخدمة لمستحقها الفعلي منها ما يتعلق بسرعة السداد لمقدمي الخدمة الطبية إذ طرأ تحسن ملحوظ في هذا السياق بحد أقصى لوصول مستحقاتهم المالية لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر على مستوى الشركات الخاصة والمؤسسة العامة ما يعني نقطة جذب أكبر لانضمام مقدمي الخدمة إلى الشبكة الحالية، كما اعتمد تطبيق الواتس أب لشرح كامل للخدمة الطبية والاستخدام الصحيح لها، بالتوازي مع مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية مع اللقاءات مع كل الجهات المؤمنة منها وزارة التربية التي تمتلك أكبر عقد تأمين صحي وكل الجهات على امتداد مناطق القطر، وينعكس هذا النشاط بكثافة ورود أسئلة وشكاوى لهيئة الإشراف هذا وتم الطلب من شركات إدارة النفقات الطبية البالغ عددها ثماني شركات بمهلة ثلاثة أشهر تنتهي هذا الشهر لاعتماد تطبيق على الموبايل يشابه تطبيق البطاقة الذكية من شأنها التوضيح الكامل لكل مؤمن لما يملك من رصيد في كل التغطيات والأدوية، وما تبقى له من رصيد بعد كل استخدام، وتكلف الشركة بتحميل التطبيق لكل مؤمن منذ لحظة إصدار بوليصة التأمين.
بقي أن نشير إلى أن جموداً حاداً يعصف حالياً بأعمال شركات التأمين المحلية، التي تنأى بنفسها عن معترك فروع التأمين ذات المخاطر الكبيرة، والسبب الأبرز هو غياب معيدي التأمين الكبار القادرين على ضمان مخاطر البوالص الكبرى، والتي تستوجبها النشاطات الاقتصادية الاستراتيجية بأبعادها الاستثمارية والتجارية و أعمال البنى التحتية.