الثورة أون لاين:
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية تورط القوات البريطانية في قتل 86 طفلاً وأكثر من 200 مدني أفغاني خلال الحرب في أفغانستان.
وأفادت الصحيفة بأن سجلات التعويض الرسمية في وزارة الدفاع والتي تم الحصول عليها من خلال سلسلة من طلبات حرية المعلومات كشفت أن أصغر ضحية مدنية مسجلة كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
وأظهرت السجلات أن 2380 جنيها إسترلينياً تم دفعها في المتوسط مع وجود أكثر من 80 طفلاً من بين الضحايا، ويعتبر أحد أخطر الحوادث المدرجة في السجلات هو منح أربعة ملايين و23360 جنيها إسترلينياً لعائلة أربعة أطفال تم قتلهم بالرصاص بالخطأ في حادث وقع في كانون الأول 2009.
ووفقاً للسجلات فإن هناك بعض المدفوعات بلغت أقل من بضع مئات من الجنيهات ففي شباط 2008 تلقت عائلة واحدة 104.17 جنيهات إسترلينية إثر قتل أحد أفرادها وتعويضاً عن أضرار لحقت بممتلكات في مقاطعة هلمند بينما تم تعويض عائلة أخرى بمبلغ 586.42 جنيها إسترلينياً عن قتل ابنها البالغ من العمر 10 سنوات في كانون الأول 2009.
وتم تجميع البيانات من قبل منظمة مكافحة العنف المسلح التي فحصت السجلات لتتزامن مع انسحاب القوات الغربية من أفغانستان الشهر الماضي.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من الشهر الجاري زيف الرواية التي قدمها الجيش الأمريكي حول استهدافه إرهابياً من تنظيم “داعش” في غارة جوية شنها أواخر الشهر الماضي مؤكدة أن الغارة أدت إلى مقتل مدنيين بينهم أطفال.
وأوضحت الصحيفة في تحقيق أجرته أن الجيش الأمريكي شن في الـ 29 من آب الماضي غارة جوية على سيارة زعم أن سائقها إرهابي من تنظيم “داعش” وأنها تحتوي على متفجرات تهدد أمن القوات الأمريكية في مطار كابول ليتبين فيما بعد أن السيارة تعود لازمراي أحمدي العامل في منظمة غير حكومية وأن المتفجرات التي تحدث عنها الجيش الأمريكي ما هي إلا عبوات مياه.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن السجلات أظهرت أنه في بعض الحالات كانت التعويضات المتعلقة بالأضرار في الممتلكات أكبر من تلك المتعلقة بالخسائر في الأرواح مشيرة إلى أن الجيش البريطاني دفع 688 ألف جنيه إسترليني تعويضات عن حوادث شملت 289 حالة قتل بين عامي 2006 و2013 وهو العام الأخير من العمليات القتالية البريطانية في البلاد ما يعني أن متوسط التعويض الذي دفعته وزارة الدفاع لكل مدني قتل كان 2380 جنيهاً إسترلينياً.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية رداً على طلبات حرية المعلومات إن بيانات التعويضات تعد إحدى الطرق القليلة لتحديد عدد المدنيين الذين من المحتمل أن يكونوا قد قتلوا على يد القوات البريطانية في أفغانستان.
وتقدر منظمة مكافحة العنف المسلح أن 20390 مدنياً قتلوا أو أصيبوا على أيدي القوات الدولية والأفغانية في أفغانستان.