الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
ما حدث من تعطل مفاجئ لبعض مشتقات صفحات التواصل الاجتماعي وأخرى بظلاله على العالم كله ..ليس حدثا عابرا ولا يمكن أن تزول نتائجه بين ليلة وضحاها اعترفنا بمكانة هذا العالم. فهو يرافقنا كظلنا بل أكثر من الظل فقد يأتي وقت بالنهار لا ظل فيه وكذلك بالليل لكنه هذا الأزرق لا يفارقنا إلا قليلا .
ولكل منا فيه مآرب وأهداف وغايات بعد أن توقف كان السؤال المطروح ومازال ..لماذا توقف ومن أوقفه ..هل فعلا ثمة صيانة للمنصات ؟
خبراء مصريون لهم وجودهم الفعلي قالوا:
المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات قال لبوابة الأهرام إن أسباب الأعطال التي حدثت مؤخرًا لم تخرج كونها عملية اختراق وسرقة بيانات للفيسبوك خاصة أن إدارة الفيسبوك تعلن مسبقًا عندما تجرى أي عمليات لتحديث خوادم السيرفر.
وأضاف حجاج لا أحد يستطيع توقع وقت العطل ومتى رجوع هذه التطبيقات للعمل.
وأضاف محمد الحارثي الخبير في أمن المعلومات أن هذه الأعطال تعطي انذارا قويا للمستخدمين بعدم الاحتفاظ ببيانات سرية وخاصة علي هذه التطبيقات حتى لا تكون معرضه للسرقة والاختراق.
أما الشارع العربي الذي يعمل الكثيرون فيه على مبدأ النسخ واللصق لم يتعظوا بعد من كوارث ما يجره هذا الفعل القطيعي الذي قد يصل إلى حد الأذى الكبير للمجتمع .
صفحات التواصل مباشرة كانت تكتشف أن فتى صينيا هو من فعل ذلك لأن فيسبوك أوقف حسابه لعدة أيام…ومع أن الصورة المتداولة كما يؤكد ناشطون تعود لخمس سنوات وأكثر.
لكن النسخ واللصق مازال يعمل ومع تعليقات أن أبناءنا لا يعرفون شيئا وكأن الدولة مسؤولة أي دولة عن أبنائكم في المنزل …لماذا لا تعدونهم وتربونهم كما تتمنون أن يكونوا المثابرة على العلم والمعرفة والمطالعة ووفق الحدود التي يمكنكم تأمينها.
ضعوهم على بداية السكة السليمة ومن ثم فليكن بعدها الحديث عن أي تقصير.
خراب العقول
تنقل الأخبار أن جلسة استماع عقدت في الكونغرس الأميركي لبحث ضرر الفيسبوك على الأطفال وكان النقاش حادا ما اضطر مديره التنفيذي أن يرد على ذلك ..وقبله بفترة طويلة كانت بريطانيا في مجلس العموم قد ناقشت تأثير ذلك على أطفالها ووصل علماؤها إلى نتيجة طبعا أنه يجب عدم تعامل الأطفال مع مشتقات الانترنت قبل فترة زمنية محددة.
وكذلك في اليابان ..
أما نحن نشكو أن أطفالنا لا يركزون ولا يقرؤون ومنذ أن يستطيع الطفل الإمساك بالمحمول تعطيه إياه وتتفرغ لمحمول آخر.
ولنجرب نحن الكبار كتابة صفحة بخط اليد ولنعد الاخطاء اللغوية والكلمات الملفوطة نتيجة هجراننا الكتابة على الورق .
أما بالنسبة للخسائر المادية بغض النظر عن إحصائها بالدقيقة وقد بلغت المليارات فهي ليست خسائر فعلية لأنها لم تحول بعد إلى أصول ثابته عقارات وأراض وغير ذلك .
وكل مال معلق ليس خسارة إلا إذا قيس بما كان يمكن أن يحول إليه..
نحن الخاسرون اجتماعيا ثقافيا ..خاسرون بكل شيء مستلبون تماما لهذا الأزرق .
وإذا كان ثمة جانب سياسي يحمل في طياته توجها نحو التوجه إلى وسائل أخرى فالرابح هو التلغرام ولن ينجو من مكائد الأزرق في قادمات الأيام.
العاصفة كفعل توقفت وقد كشفت عن ضحالة تفكير الكثيرين وإعادتنا إلى نقطة الاستلاب القطيعي .