الثورة- سومر الحنيش:
في خطوة قد تشكل بداية جديدة للرياضة السورية، جاء قرار الاتحاد الرياضي بإلغاء الانتخابات الرياضية في الأندية الرياضية، معلناً بداية مرحلة إصلاحية تهدف إلى إعادة هيكلة القطاع الرياضي المنهك.
القرار الذي وصف بـ”الجريء” يحاول تجاوز عقود من التحديات، لكنه يفتح الباب أمام تساؤلات عن مدى قدرته على تحقيق النقلة النوعية المنشودة.
لماذا الآن؟
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تواجه الرياضة السورية تحديات متعددة، أبرزها ضعف الأداء الإداري، تراجع الأداء الفني، وغياب الموارد الكافية، من هنا رأى الاتحاد الرياضي أن إصلاح القطاع يتطلب إجراءات استثنائية، تبدأ بتجميد الانتخابات مؤقتاً لإفساح المجال أمام إعادة التنظيم واختيار إدارات أكثر كفاءة.
خطوة نحو الأفضل
يرى العديد من المتابعين أن هذه الخطوة قد تكون بداية لإصلاح حقيقي في القطاع الرياضي السوري، المدرب اسماعيل السهو يرى في القرار فرصة واعدة، ويقول: “إعادة تقييم الإدارات وإعطاء فرصة لاختيار كوادر جديدة قد يساعد في تجاوز العقبات السابقة، وفتح صفحة جديدة للرياضة السورية”.
وبالنسبة للاعب السابق مجد العبدالله، فإن القرار يمكن أن يكون إيجابياً إذا تم تنفيذه بشفافية ومهنية، حيث يقول: “الرياضة السورية بحاجة لقرارات جريئة، إذا استطاع الاتحاد اختيار الإدارات بناءً على الكفاءة، فهذه الخطوة قد تكون نقطة تحول مهمة“.
التحديات التي تواجه الانتخابات
الفساد والمحسوبيات، حيث يمثل الفساد الإداري أحد أبرز التحديات التي يجب على الاتحاد معالجتها لضمان نزاهة العمل الرياضي، أيضاً قلة التمويل والاستثمار، فيجب توفير موارد مالية كافية لضمان استمرار الأنشطة الرياضية وتطويرها، وضعف الثقة، فهناك فجوة في الثقة بين الرياضيين والاتحاد بسبب ممارسات سابقة، هذا القرار قد يزيد من هذه الفجوة إذا لم يتم التعامل معه بمهنية وشفافية.
المطلوب لضمان نجاح القرار
أولاً وضع خطة تنفيذية واضحة، ويجب أن يتضمن القرار إطاراً زمنيا واضحاً لإعادة تشكيل الإدارات أو إجراء الانتخابات، ونشر المعايير التي سيتم بناءً عليها اختيار الإدارات الجديدة، وإشراك الرياضيين والخبراء، فمشاركة اللاعبين، المدربين، والخبراء الرياضيين في القرارات يضمن تمثيلاً أوسع ويعزز الثقة في العملية.
ويبقى التحدي الأهم وهو الرقابة المستقلة، فيجب تشكيل لجنة مستقلة لمراقبة تنفيذ القرار ومنع حدوث أي تجاوزات أو تدخلات شخصية.
إشراف اللجان التنفيذية خطوة صحيحة
فيما يخص إشراف اللجان التنفيذية على الأندية فهو قرار صائب لعدة أسباب، أهمها القرب من الواقع الرياضي، فاللجان التنفيذية في المحافظات لديها معرفة مباشرة بواقع الأندية وظروفها الخاصة، مما يساعدها على تقديم حلول تناسب احتياجاتها الفعلية.
ودعم الأندية الضعيفة، حيث يمكن للجان تقديم الدعم الإداري والفني للأندية التي تفتقر إلى الخبرات أو تعاني من أزمات.
وأيضا الاستفادة من الكوادر المحلية، فإشراك الكفاءات الرياضية المحلية في إدارة شؤون الأندية يمكن أن يعزز من مشاركة المجتمع في تطوير الرياضة على المستوى المحلي.
تفاؤل بالمستقبل
إلغاء الانتخابات الرياضية قد يكون البداية التي تحتاجها الرياضة السورية لإعادة بناء نفسها على أسس أكثر قوة وكفاءة، إذا نفذ القرار بعناية وشفافية، فقد يعيد الثقة بين الرياضيين والاتحاد، ويمهد الطريق لمستقبل أفضل للرياضة في سوريا.
الجماهير والرياضيون يأملون أن تكون هذه الخطوة انطلاقة جديدة نحو رياضة سورية أكثر إشراقاً، قادرة على تحقيق الإنجازات محلياً ودولياً، وإعادة الاعتبار للرياضة كأحد أعمدة المجتمع السوري.
#صحيفة-الثورة