الثورة – جهاد اصطيف وحسن العجيلي:
المتجول اليوم في أسواق وشوارع حلب يخال أنها ليست المدينة التي كانت قبل نحو شهرين، أيام النظام البائد، فحركة الأسواق ومظاهر الازدحام في الشوارع تشير إلى انفراجات بدأ يشعر بها المواطنون بعد انخفاض أسعار أغلب السلع وخاصة الغذائية واللحوم البيضاء والحمراء على وجه الخصوص، والتي لم تكن لوقت قريب متاحة حتى على موائد أغلب المواطنين، بعد أن حلقت أسعارها عالياً.
كان حلماً
في أحد محال بيع الفروج في حي صلاح الدين تقف المواطنة ربيعة عبد السلام تشتري حاجتها من الفروج، مؤكدة في حديثها لـ”الثورة” أن شراء المواد الغذائية وخاصة الفروج قبل التحرير كان حلماً لذوي الدخل المحدود، مضيفة بأن انخفاض الأسعار ساهم إلى حد كبير في عودة الفروج إلى موائد السوريين.
ويوافقها الرأي عبد الرحمن مراد مشيراً إلى أن انخفاض الأسعار ساهم بشكل كبير في عودة اللحوم إلى الموائد خاصة بعد الارتفاع الكبير الذي شهده سابقاً والذي وصل إلى نحو ٨٠ ألف ليرة لكيلو الصدر المشفى، مشدداً على أن الانفراجات التي حصلت بعد التحرير وانخفاض الأسعار مرتبطة بشكل أو بآخر بالقوة الشرائية والتي تتطلب زيادة لذوي الدخل المحدود ليتمكنوا من شراء ما يلزمهم، حيث أن الشراء وإن كان أكثر من السابق إلا أنه يقتصر على كميات قليلة تناسب الدخل.
ويؤكد أحمد خياط بأن الإقبال يزداد على لحوم الفروج النيئة في حين أنه يتناقص بالنسبة للمأكولات الجاهزة من فروج مشوي وشاورما حيث تعتبر أسعارها مرتفعة ، وإن شهدت انخفاضاً لكنه لا يتناسب مع الدخل الشهري خاصة للعاملين في الدولة، مضيفاً بأن شراء لحم الفروج النيئ حل مناسب ويمكن استخدامه في العديد من الأصناف.
ازدياد البيع مع استلام الرواتب
ويوضح سعد خليل صاحب محل لبيع الفروج أن مبيع اللحوم البيضاء غير مستقر رغم زيادة كميات البيع خلال الفترة السابقة، مرجعاً ذلك إلى القدرة الشرائية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود الذين يشكلون نسبة كبيرة من أبناء المجتمع، لافتاً إلى أن البيع يزداد مع استلام الرواتب لمدة يوم أو يومين نظراً لتوجه المواطنين لتأمين الأساسيات من غاز وأجور نقل.
40% انخفاض الأسعار
من جانبه بيّن رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة حلب يوسف الملحم أن أسعار الفروج انخفضت بنسبة 40 بالمئة عن الأسعار قبل التحرير، مرجعاً ذلك إلى توفر المواد الأولية ومستلزمات تربية الدواجن من أعلاف وأدوية ولقاحات ومحروقات وفحم بأسعار أرخص بكثير من فترة النظام البائد.
وأكد أن الأسعار لن ترتفع مجدداً لأن المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج متوفرة والمزيد منها سيصل تباعاً من قبل المستوردين وخاصة اللقاحات والأدوية.
وبيّن الملحم أنه يوجد في محافظة حلب نحو 260 مدجنة لحم فروج تعمل منها حوالى 100 مدجنة حالياً تنتج ما يعادل 3 ملايين طير سنوياً، توزع إنتاجها على المربين، في حين سيعاود العمل تباعاً بعد التحرير وتوفر مستلزمات الإنتاج، التي كانت غير متوفرة أيام النظام البائد والذي ضيّق كثيراً على المربين وساهم بإجراءاته برفع أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل كبير، كاشفاً أن محافظة حلب تستهلك يومياً ما بين 70 – 80 طن لحم فروج يومياً.
وأشار إلى أن اللجنة ومن خلال غرفة الزراعة خاطبت وزارة الزراعة لتذليل العقبات التي تواجه المربين وخاصة دخول الفروج المجمد من تركيا وهو فروج من دول أوربية وغير طازج وغير مذبوح بطريقة شرعية، مؤكداً أن الوزارة أبدت استعداداً للتعاون ومساعدة المربين بشكل كبير وهو ما ينعكس إيجاباً على المواطنين.
تصوير – صهيب عمراية
#صحيفة_الثورة