ندوة صحيفة “الثورة” الثقافية.. المشاركون: لنتناول خطابات الرئيس بعقلانية ونكرس ثقافة التشارك والتسامح

الثورة- سعاد زاهر وغصون سليمان:

هل يمتلك الخطاب السياسي فلسفته الخاصة؟ ثم ألا يمتلك أهميته في المراحل الاستثنائية؟ وحين نتناوله في التحليل، هل نتحدث عنه على انفراد، من دون أن نربطه بوقائع أخرى قاربها بشكل ما.
البعد الثقافي الذي اخترناه لمقاربة ما تابعناه مؤخراً من فكر تعمد الرئيس أحمد الشرع تكراره في أكثر من لقاء، ربما رغبة منه، في ترسيخ معاني السلم الأهلي والسيادة على مختلف الأراضي السورية، من دون أن ينسى الهم المعيشي الضاغط.
ولأن المرحلة متغيرة وتحتاج لتعددية من نوع مختلف، ارتأينا أن نعرض في ندوتنا آراء من الداخل، تمثلت بكل من الباحثين والمفكرين: الدكتور محمد الحوراني، الدكتور ريما دياب، الدكتور حسام خضور، الأديب الأرقم الزعبي، والدكتور عمار النهار.
ومن المغترب كان لنا وقفة مع الزملاء الإعلاميين من ألمانيا مصطفى علوش، وأحمد الخليل، ومن تركيا هند بوظو، وفاتن دعبول من لندن.
الندوة التي احتضنها مبنى صحيفة الثورة تناولت في محورها الأول نوعية الخطاب الثقافي الذي نحتاجه في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ سوريا؟
الصدق وثقافة الأمل


رأى د. الحوراني أن أهم ما يمكن الاشتغال عليه سواء أكان الإنسان متعلماً أم غير متعلماً الصدق وثقافة الأمل، خاصة في اللحظات التاريخية الفارقة لأي أمة.
والمطلوب من المثقف التحلي بالوعي كي يقوم بدور إيجابي والتأسيس لحالة مغايرة، بعيداً عن النفاق الذي يمكن أن يأخذنا إلى مكان أسوأ من الذي كنا فيه.
الدكتورة ريما دياب ركزت على أهمية بناء الإنسان الحقيقي عبر بناء ثقافته من جديد، ولاسيما أنه في مرحلة من المراحل تصدعت تلك الثقافة، مؤكدة على نقطة مهمة جداً أن الإنسان أو المثقف الحقيقي هو الذي يعتمد رؤية واحدة صادقة معمقة بوعيه الخاص.
يوضح د حسام خضور إلى أن الرأيين السابقين أكدا على عدم الازدواجية أو البعد عن النفاق، وتساءل إلى أي درجة هذه المهمة صعبة؟
هي صعبة بالتأكيد- يجيب د. خضور، ولكن الثقافة يجب أن تكون وطنية وجامعة، مع الاعتراف بتنوعنا الثقافي تبعا لمكونات البلد الأثنية، وبالتالي فإن العمل على تفعيل هذا التنوع فيما يخدم القضايا الوطنية هي مهمة المثقف التي ينبغي أن نعمل عليها في كل المؤسسات الثقافية.
وتابع خضور: على المثقف أن يقول الحقيقة للحاكم بصدق فهي مسألة هامة جداً، والتي أشار إليها د.الحوراني حين تطرق إلى موضوع الصدق لدى المثقف والذي ينبغي أن يكون صادقاً و واجبه أن يقول الحقيقة للحاكم أو السلطة دون أن ننسى الإشارة للعيوب وتشخيص الحالة كما هي وأن يقدم رأيه فيها وبالتالي قد يكون رأيه صائباً وقد لا يكون، لكن ينبغي أن يفعل، ما يعكس الصورة الحقيقية للحاكم وهذه وظيفة رئيسية من وظائف المثقف.
وتابع.. نحن في سوريا ينبغي أن نرى أنفسنا جزءاً من منطقتنا وعالمنا العربي، وجزءاً من عالمنا الإسلامي وأيضاً جزءاً من العالم ككل، وألا نغترب عن هذه العوالم والاستفادة من تجاربه.
د. عمار النهار انطلق في مقاربته لهذا الملمح من اختصاصه في التاريخ قائلاً: لابد من محاكاة التاريخ ليس كما هو دائماً، بل نحن نستفيد من التاريخ بما يتناسب مع كل تطورات ومستجدات ومع كل ما هو واقعي.
وتابع… أشبه سوريا اليوم وأعيدها في التاريخ الأموي، حيث أصبحت عاصمة الدولة الأموية دمشق وامتدت إلى اسبانيا غربا والصين شرقاً.
عندما ننظر إلى مكونات هذه الدولة نجد شعوباً كثيرة ونجد عشرات اللغات وعشرات المعتقدات واستطاعت حقيقة الدولة الأموية في المشروع الثقافي العظيم أن تجعل من كل هذه الفسيفساء منها دولة آنذاك تغنت فيها معظم الدول وامتدادها إلى الأندلس.
وبالتالي يجب أن ندرس ماذا فعلت الدولة الأموية، عندما ننظر بجزئية من الجزئيات التي فعلتها الدولة الأموية في قضية الترجمة نجد أنها مؤسسة بكل معنى الكلمة, يجب أن نقرأ التاريخ لنعرف ما نوع الثقافة حتى استطاعت أن تكون دولة عالمية في وقتها بكل ما للكلمة من معنى.
كما لفت إلى أن الترجمة مرت بمراحل، حيث كان المترجمون من مختلف الأعراف في ذلك الوقت لم يكن هناك إقصاء, مبيناً أن وزارة الثقافة لدينا كانت تقصي نوعاً من أنواع الثقافات عمداً.
أثر الثقافة في الإعلام
من لندن طرحت زميلتنا الإعلامية فاتن دعبول: ضرورة الترابط بين الإعلام والثقافة، ومن المهم جداً أن يساهم الإعلام في إبراز دور المثقف وخاصة في هذه المرحلة، ليؤكد د. الحوراني أن أسس العلاقة الصحيحة بين الطرفين تقوم على الاحترام، لكن في معظم الدول العربية أو الأنظمة الشمولية تبتعد عن هذا المنحى، مما يجعلها غير مؤثرة.

اليوم نحن بأمس الحاجة إلى علاقة قائمة على الاحترام، ليتمكن الفعل الثقافي من التأثير على أرض الواقع، ولابد من التكاتف بين المثقفين والإعلاميين من أجل وضع أسس تنطلق من احتياجات من احتياجات المجتمع.
بمعنى ما الذي أجنيه من الحداثة وما بعدها، بينما أفراد الشعب يتقاتلون على أساس الانتماء وعلى أمور بسيطة جداً، فعندما لا أخرج من العشيرة أو القبيلة سيكون لزاماً الانطلاق من البدايات.
د. ريما دياب أجابت في هذا المنحى: في السنوات الأخيرة كنا شبه مدمرين نفسيا وفكريا كنت أذهب إلى الجامعة وأعطي محاضرة دون وجود عدد كاف من الطلبة، والمشكلة عندما تذهبين إلى المدرسة وترين جيلاً ليس لديه استعداداً للتلقي ثقافياً لأن ثقافته ترتبط بالمجتمع، ومكونات المجتمع لم تعد موجودة, ناهيك عن وضع الكهرباء يبقى السؤال: كيف نبني ثقافة؟
فنحن كباحثين مثقفين إذا لم نكن مرتاحين نفسياً لا نستطيع الإنتاج بالشكل المطلوب وإن كانت الأشياء العظيمة تخرج من رحم الألم والمعاناة لكن هناك أمورا لا يمكن تجاهلها ضمن المجتمع.
يتحدث بلساني


الإعلامية نسرين طرابلسي المقيمة في لندن رأت أن الثقافة حالياً هي الواقع، واستخدام لغة يفهمها الشارع، وكلما اقتربنا منه وضيقنا الفجوة بين المواطن والمؤسسات كلما جعلناه يقترب منا وينتقدنا، لأن النقد حالة صحية نحتاجها اليوم.
إن مهمتنا الأساسية أن نكسب الشارع، كيف نفهم عليه، ويفهم علينا وأن نجعله يقرأ مقالاتنا، قائلاً هذا ما أريده، كحالة عندما يستمع إلى خطاب الرئيس الشرع قائلاً: إنه يتحدث بلساني.
تتابع طرابلسي: ما تحتاجه البلد هو ما يريده المواطن.
في نفس المنحى يخالف د. حسام خضور الإعلامية نسرين الرأي ليقول: إنه يجب الانطلاق من الوعي العام، لا من الشارع، ولكن هذا الشارع المتنوع، كيف يمكن أن نكسبه؟
يقول د. خضور من خلال فهمه والارتقاء به عبر وسائل متعددة من بينها استبيانات الرأي.
خطة ثقافية وطنية شاملة
أما الأرقم الزعبي له رؤيته في كسب الشارع والارتقاء به منطلقاً من قاعدة أن الثقافة تؤثر في كل شيء وتتأثر بكل شيء، لكن ملاحظته الجوهرية على العمل الثقافي عندما يكون عبارة عن جزر متناثرة غير متواصلة بين المجتمع الأهلي وبين الجهات الإدارية والحكومة لا يؤتي نتيجة.
كما أكد على ضرورة وجود خطة للعمل الثقافي لها مستلزماتها لها قراءتها نحدد ما نحن عليه، ولماذا نحن عليها، وما يجب أن نكون عليه، وتابع إلى الآن لا نملك خطه ثقافية وطنية يشترك فيها الإعلام والتربية والأوقاف نشترك فيها جميعاً بحيث تكون خطة ثقافية شاملة جامعة لا تستثني أحدا وليست موجهة ضد أحد.
فسوريا تتسع للجميع دون تزاحم أو تدافع فالمرتكز الثقافي الأول أن نعترف بأن سوريا تتسع للجميع، لذا أنا أقترح وأؤكد على ضرورة تشكيل ورشة لوضع خطة ثقافية وطنية شاملة.
وأكد الزعبي: نحن في حالة تناثر ثقافي ولكنه ليس بالضرورة أن يكون نهائياً قابلاً للترميم والتواصل والتشارك، نحن أكثر ما نحتاجه هو ثقافة التشارك والتسامح ثقافة بعيدة عن الانتقام لأنه يكفينا دائرة الدم التي وصلنا إليها، فإذا بقيت أنا انتقم منك وأنت مني ولاسيما خارج القانون فنحن لدينا مشكلة, عندما يقول الرئيس الشرع حقوق الناس أمانة في رقبتي ليس في رقبته الشخصية، وإنما رقبته بصفته الإدارية كرئيس جمهورية وعندما نتحدث عن الإدارة فنحن نتحدث عن قانون وقواعد التطبيق للقانون فكل من لديه مشكلة يتجه باتجاه القانون.
نريد مناخاً ديمقراطياً يطلق إمكانيات الناس
الإعلامي أحمد الخليل المقيم في ألمانيا، ربط في مداخلته بين دور المثقف والأفق السياسي للبلد، متسائلاً: كيف سيتم تكريس مناخ ديمقراطي للبلد مقونن دون قوانين.؟! ومن ضمنها القوانين الناظمة لعمل الإعلام.
ويتابع حديثه قائلاً: فيما يتعلق بالمناخ الثقافي فهو يتأثر بالمناخ السياسي خاصة آملين أن نعيش قطع تام مع الماضي، كي نتمكن من بناء مناخ ثقافي صحي، نتمكن عبره من الاشتغال على خطاب مهم موجه للناس.
التحدي الآخر الذي نواجهه يتعلق بمواقع التواصل، ونحن عندما نتحدث عن حجم الحضور بين الإعلام التقليدي والسوشال ميديا نرى الفرق الهائل بينهما، إذا لم نشتغل على أدوات لجذب الجمهور فإن أثرنا سوف يكون ضعيفا جداً.
ويتابع الخليل قائلاً: لابد من الحديث هنا أيضاً عن نوعية الخطاب الإعلامي، فخلال أكثر من (54) عاماً تعرضت منظومة القيم السورية للتدمير من الهام هنا معرفة كيفية إعادة المنظومة الأخلاقية للناس التي تعرضت للدمار خلال الفترة السابقة، وكيف نعيد التماسك الاجتماعي من خلال خطاب ثقافي صادق وعميق حتى يكون مجتمعنا متماسكاً بعيداً عن الأوهام الطائفية، مركزين قبل هذا كله على مناخ ديمقراطي سيطلق إمكانيات الناس.
كانت ثقافة تدميرية

الإعلامي مصطفى علوش المقيم في ألمانيا اعترض على فكرة المقارنة بالماضي لأنه كان عبارة عن ثقافة تدميرية، مؤكداً على ضرورة الاهتمام باللحظة الراهنة السورية على كل المستويات، فنحن نحتاج إلى ثقافة سلام داخلي التعبير عنها حاليا يتم بمصطلح السلم الأهلي، وثقافة سلام خارجي نحن بحاجة إلى صفر مشاكل مع كل دول الجوار، من الهام تنظيف ثقافة السلام من كم العنف والتدمير الممنهج الذي اشتغل عليه من قبل مؤسسات النظام البائد, أيضاً نحتاج لثقافة التوصيف للمدح، وسوف أذكر هنا مثالاً حياً أتمنى أن تكونوا قادرين على ذكره: الرئيس أحمد الشرع ألقى كلمة وقدم رؤيته لسوريا الجديدة، تابعت في عدة صحف كانوا يعيدون مدح الخطاب وتحليل الخطاب وتشريحه بالطريقة ذاتها، التي كنا نقراها سابقاً، نتمنى المرور منها سريعا من أجل إنتاج خطاب إعلامي مختلف.
كما تساءل علوش قائلاً: ما الذي يمنع تناول الخطاب بشكل عقلاني، دون الخوف من الخوض في التفاصيل، كما يفعل الإعلام المهني في الدول الحضارية، مبتعدين عن المدح، بل ليتم التركيز على النقد حتى لو كان الصحفي يعمل في صحيفة رسمية.
وطالما نحن في طور إعادة تشكيل دولتنا يقول الإعلامي علوش علينا الاهتمام بإعطاء الإعلامي والمثقف حقه المادي والمعنوي، مبيناً أن نوعية الثقافة التي يفترض بنا التركيز عليها فهي ثقافة حقوق الإنسان، ولعلنا نبدأ.
الإعلامية فاتن دعبول عقبت على ما قاله الكاتب الأرقم الزعبي فيما يتعلق بأهمية وجود خطة ثقافية وطنية قائلة: كنا نلاحظ أن المحاضرات توجه لفئة بسيطة من الناس مع تكرار نفس الوجوه، التحدي اليوم كيف نستقطب شرائح المجتمع؟
وتابعت د. الحوراني كانت جهوده جبارة في الإنجاز الثقافي لكثير من الأماكن والأرياف وأنتج فيها مكتبات وتمكن من ترك بصمة في هذه الأماكن، نريد أن تتوسع هذه الخطوات لتشمل كافة فئات المجتمع المهمشة البعيدة عن مركز المدينة هؤلاء هدفنا ولابد العمل عليهم من أجل التأثير بهم.
ما قل ودل
الملمح الآخر في ندوتنا تناول خطاب الرئيس أحمد الشرع لينطلق د. الحوارني في حديثه في العموم.. ليس مما نعيشه في سوريا بل في العديد من الدول العربية بحيث يتذكر السياسي وجود المثقف عندما يريد أن يتجمل، ولم يكن للمثقف قيمة، السؤال، إذاً اليوم كيف يمكن للمثقف أن يأخذ دوره؟ وكيف يكون له أثر؟ بالتأكيد يفترض أن يكون أثراً إيجابياً.
ما هي الآلية التي تمنعنا من التحول إلى مجرد تابعين؟
ربما يمكننا الابتعاد عن التبعية من خلال تعميق الوعي، التربية، المنابر المختلفة التعليمية والمجتمعية.
ويضيف د. الحوراني: إذا عدنا إلى خطاب الرئيس الشرع نرى أنه يركز في كلماته المكثفة على الدستور، السلم الأهلي، مما يعني أننا نحتاج إلى كلام قليل والكثير من الفعل، والأهم تضافر كل الجهود من أجل النهضة بهذه البلد، ولكن النهضة بالبلد لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال أساس صحيح لا يستثني أياً من مكونات الشعب السوري.
نحن الآن نتحدث عن خطاب الرئيس الشرع، ويفترض بنا الانتباه إلى نقطة في غاية الأهمية في خطابه هي المراجعة بمعنى أين الخلل في هذا الكلام كي أتجاوزه لاحقاً.
في خطاب الرئيس الشرع الأول الذي أعلن فيه النصر لم يتطرق إلى موضوع وحدة الأراضي السورية، ولم يتحدث أيضاً عن السلم الأهلي، ولكن في اليوم التالي تم الحديث عن الأمرين.
ويختم د. الحوراني تحليله في هذا الملمح قائلاً: السياسي بشر يصيب ويخطئ ولا يفترض بنا تأليه السياسي، بل إننا نعينه على النجاح في مهمته حين نسلط الضوء على الإيجابيات ليتم تكريسها، وننبه إلى السلبيات لتلافيها، حينها نكون البطانة الصالحة التي تساهم في النهوض بالدولة.
في مقاربة لهذا المنحى لكن برؤية مختلفة لاستلام المناصب حالياً، يقول د. عمار النهار: المنصب يجب ألا يكون تشريف, هو تكليف والتكليف أمانة في عنق الشخص المسؤول, هكذا يجب أن يفهم صاحب المنصب، وكما يقولون طالب الإمارة لا يولى، وسابقاً كانت المناصب تطلب طلباً بالأموال، لذلك المطلوب اليوم هو صاحب الكفاءة ومن يتحمل المسؤولية بكفاءة وبنفس الوقت يكون قوياً، ولو كان صاحب اختصاص ومثقفاً بشكل عام.


النهار أشار إلى أن السوشال ميديا وصانعي المحتوى أشهر وأكبر من أي إعلامي بكل معنى الكلمة، وإذا ما دمجنا الأمر ين بموضوع المناصب يجب الاشتغال على موضوع السوشال ميديا، من حيث ثقافة المنصب، كيف يجب أن تكون ونستفيد منها، فمن وجهة نظره لا مشكلة في العودة إلى تشريح الماضي، دون ذكر أسماء أو رموز أو تشهير، لأن التشخيص الصحيح يعطينا العلاج السليم لمعرفة كيف كانت المناصب وكيف يجب أن تكون.
سوريا تنتصر لذاتها
في تحليله للخطاب ركز الأرقم الزعبي على التكثيف الزمني في خطابات الشرع حيث لم تتجاوز مدتها الدقائق العشر بثواني قليلة، ولكنها كانت مليئة بالبلاغة واشتملت على المبادئ المطلوبة، فقد استخدم مصطلح خادم وليس حاكماً.

كما تحدث عن مفهوم آخر هو موضوع الكفاءات بالتعيينات والإسناد الوظيفي لناحية الفساد والرشاوى وما شابه، أيضاً تحدث عن مفهوم إنساني كل واحد نسب إلى نفسه أسباب النصر في سوريا، وحقيقة سوريا تنتصر لذاتها جميعاً ننظر لذاتنا لا أن ننتصر على أخي وجاري وشريكي في الوطن، وأنا انتصر عليه بمد يدي لهو ويمد يده لي، وننطلق إلى الأمام هكذا النصر الذي نسميه نصراً وطنياً.
ويتابع الزعبي: كذلك ركز الرئيس الشرع في خطابه على الجانب التاريخي، فقد مللنا من سماع الأساطير والانتصارات التاريخية، ولكن النصر الذي حصل في سوريا يعطي للحالة التاريخية ومجدها العربي والإسلامي حاله من التشابك وحاله من المعنى.
هذا النصر يفتقد قيمته إذا لم يعمل عليه، حيث أهم قضية بالعمل هو الإنسان والحريات، لا جدوى من كتابه القصيدة بغياب الحريات، يعني لا الصحفي صحفي، ولا المثقف مثقف، ولا المواطن مواطن، اذا لم نستطع أن نمارس حرياتنا بالتعبير.
نعود للقول: إن الشخصية التي استخدمها الرئيس الشرع في 29 الشهر كان خطاباً بالثياب العسكري، في 30 الشهر كان بالثياب المدني، كأنه يرسل إشارات للداخل والخارج بالشكل والمضمون, هذه الإشارات لدينا أمل كبير أن تكون صادقة، وهذا الصدق وهذه الإشارات التي هي بصرية ـحياناً في ثبات بطريقة الكلام والتعبير هذا بحد ذاته من نتمنى أن يكون صادقاً، أيضاً رد في كلامه النصر لأهله للنساء والأطفال والمهجرين والمبعدين المتظاهرين.
د. حسام خضور ركز على مسائل عدة في الخطاب، وفي مقدمتها السلم الأهلي, وهذه مسالة شديدة الأهمية وينبغي أن تدرس تجارب البلدان التي حصلت فيها اضطرابات وحروب أهلية وثورات وغيرها، وكيف انتقلت من حالة إلى أخرى، هذه التجارب غنية ويمكن الاستفادة منها بحيث تكون بوصلة لنا لنتجاوز الكثير من المطبات التي يمكن أن نقع بها.
وأشار خضور إلى أن الربط بين السلم الأهلي واللجنة التحضيرية للإعلان الدستوري, فعندما يركز على السلم الأهلي وتشكيل لجنة الإعلان والدستور، ما يعني أن الإعلان دستوري ينبغي أن يركز على السلم الأهلي وأن يسبق الكلام عن السلم الأهلي هو تشكيل اللجنة الدستورية التي يجب أن تهتم بهذه المسالة وتضع الحلول الواقعية لها, وأيضاً أشار إلى أنها تشكيل حكومة مؤقتة وهذه الحكومة ينبغي أن تدرس هذه المسالة وتضع حلول لها ونحن نعرف أن سوريا هي من مكونات مختلفة لكن هذه المكونات هي التي تشكل أو تكون الشعب السوري.
تصوير- فرحان الفاضل

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S