الثورة – هيثم قصيبة:
برعاية جامعة اللاذقية نظمت كلية الاقتصاد وبالتعاون مع بنك بيمو السعودي الفرنسي حواراً تفاعلياً واستثنائياً، بعنوان: “الشباب السوري ومستقبل سوق العمل”، أي كيف تحقق بوصلتك المهنية ومستقبلك العملي وتدخل بكل عزيمة وإصرار وابتكار وخبرة إلى ميدان سوق العمل وتمتلك المهارات الأساسية والخبرات العملية المتنوعة اللازمة لذلك.
أدار الحوار التفاعلي والتشاركي الأكاديمية والخبيرة المتخصصة في التعليم المحاسبي والتوجيه المهني بكلية الاقتصاد الدكتورة ريم عيسى، وشارك بالحوار عبر الانترنت باقة من الباحثين الأكاديميين المتخصصين في مجالات الاقتصاد والتعليم التقني والمهني والمحاسبي، كالدكتور إياد يعقوب الباحث في علم السلوك، والدكتور جلال قناص الأستاذ في الاقتصاد بجامعة قطر، والدكتور كرم شعار المستشار الاقتصادي الأول في مكتب التنسيق العام للأمم المتحدة، والدكتور مصطفى نور الله المتخصص بالتمويل- المصارف الالكترونية.
محاور أساسية
وقدم المشاركون من السادة الباحثين المتخصصين رؤاهم الاستراتيجية وخبراتهم الأكاديمية العلمية والعملية حول عدة محاور أساسية بأسلوب حواري تفاعلي شيق وجذاب وسلس ومبسط كمحور استكشاف الفرص المهنية خاصة فيما يتعلق بالعمل الحر والعمل عن بعد وريادة الأعمال وبناء الشبكات المهنية.
وأيضاً محور تحليل المشهد الاقتصادي السوري وسوق العمل وتحديد الطاقات الواعدة واستخلاص الدروس المستفادة من النماذج العالمية وتطرق المشاركون إلى محور تنمية المهارات الأساسية كمهارات القرن الواحد والعشرين التقنية والسلوكية وكل ما يتعلق بمهارات الذكاء الاصطناعي والرقمنة ومهارات التعليم الذاتي والتكيف مع التحديات والفرص والمتغيرات.
وكذلك مهارات الاستكشاف وكيفية الدخول الفعال بسوق العمل من خلال بناء الثقة وأهمية التعلم المستمر ومسارات مهنية متنوعة وكل ما يتعلق بمهارات التفكير العلمي والرؤية العملية والمهارات الذاتية.
الغاية
وحول الغاية من هذا الحوار التفاعلي ومقاصده العملية، أوضح عميد كلية الاقتصاد الدكتور عبد الهادي الرفاعي لـ”الثورة” أن الحوار الذي تم تنظيمه من قبل اللجنة التنظيمية في الكلية وشارك فيه عدة خبراء وأساتذة متخصصين من خارج البلد، وغايتنا الجوهرية ومقاصدنا الهادفة من الحوار كلجنة منظمة هو فتح الآفاق وإيجاد الفرص العملية والاستثمارية الواعدة للشباب السوري وتفعيل الطرق المناسبة لجذبهم وانخراطهم في سوق العمل.
وأكد أن كلية الاقتصاد تقوم بشكل فعال بتأهيل الطلاب التأهيل العلمي والعملي المناسب للدخول بسوق العمل ولفت إلى أن المعلومات النظرية التي يتلقاها الطلاب بالجامعة غير كافية لوحدها وهم بحاجة لدورات تدريب عملية واكتساب خبرات ومهارات عملية تؤهلهم لاقتناص الفرص والانخراط بسوق العمل.
الشباب وتحديات سوق العمل
وحول التحديات التي تواجه الشباب في ميدان الحصول على فرص العمل أشارت الدكتورة ريم عيسى إلى تحديات عديدة يتعرض لها الشباب خلال أقدامهم على اقتحام سوق العمل هو مدى امتلاكهم للمهارات المطلوبة للسوق خاصة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي والمهارات التقنية والعملية المطلوبة.
وأضافت: إن الشباب السوري نتيجة الحرب التي طال أمدها وكان لها التأثير المباشر على طموحاتهم المستقبلية، ولاسيما أن السوق الجديدة باتت تحتاج إلى اكتساب مهارات متجددة، ولكن الشباب لم يتمكنوا من اكتسابها بفعل الظروف العامة بالبلد.
وكشفت الدكتورة عيسى عن الفجوة الحالية ما بين المناهج النظرية التي يتعلمها الطلاب والتراكم الكبير للخبرات التقنية والمعرفية كذلك امتلاك المهارات والابتكارات اللازمة لدخول سوق العمل الذي يحتاج إلى خبرات ومهارات متراكمة ومتجددة.
وقالت: إن الحقيقة يجب أن تقال وهي الشباب السوري بحاجة ماسة إلى اكتساب مهارات السوق الجديد، ولاسيما أن الفجوة كبيرة حالياً بين المعلومات النظرية والتطبيق العملي، واستبشرت خيراً بانفتاح سوق العمل السوري بعد رفع العقوبات مما سيساهم في استقطاب الشباب وتأمين فرص العمل الناجمة عن ضخ الاستثمارات والمشاريع القادمة.