هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة

الثورة – لينا شلهوب:

في كل موسم امتحاني، تتجه الأنظار إلى إحدى أهم مراحل العملية التربوية، وهي إعداد سلالم تصحيح للامتحانات، والتي تمثّل حجر الزاوية في ضمان العدالة بين الطلاب وتكريس مبدأ الشفافية والنزاهة في تقييم الأداء التعليمي.
ففي ظل التحديات التي تواجهها العملية التعليمية على المستويين الفني واللوجستي، برزت سلالم التصحيح كآلية معتمدة لضمان التقييم الموضوعي والعادل.
وفي هذا المجال، بيّن الموجّه الأول في مادة الرياضيات مدين أبو درغام لـ “الثورة”، أن هذه السلالم تُعد بمثابة المعيار الموحّد الذي يُحتكم إليه عند تصحيح أوراق الطلاب، لتجنّب التفاوت بين المصححين، ولحماية حقوق الطلاب من أي اجتهادات فردية أو أخطاء بشرية.

نهج علمي مدروس

بحسب أبو درغام- فإن عملية إعداد سلالم التصحيح تمر بمراحل دقيقة تُنفذ عبر لجان متخصصة يتم تشكيلها من نخبة من الخبراء التربويين، وتشمل مدرسين أكفاء، وموجهين أوائل، ومدققين علميين ولغويين، وتبدأ المهمة بإعداد الأسئلة ونماذج الإجابة الرسمية، مع مراعاة التدرّج في مستويات الصعوبة والتنوع في أنماط التفكير المطلوبة من الطالب، لتشمل التذكّر، والتحليل، والتطبيق، والاستنتاج.
بعد ذلك، تُعرض السلالم على مركز مناقشة السلالم المركزي، الذي يضم مختصين في المادة العلمية ومشرفين تربويين من مختلف المحافظات، هناك تتم مراجعة كل سؤال ومناقشة جميع الإجابات الممكنة والمتوقعة من الطلاب، ثم تُوزَّع الدرجات بدقة لتغطي مختلف جوانب الإجابة المحتملة، ما يُسهم في الحد من الاجتهادات الشخصية في التصحيح، وتحقيق أعلى درجات الموضوعية.

تصحيح تجريبي وتحليل النتائج

وفي خطوة إضافية نحو ترسيخ النزاهة وضمان جودة السلالم قبل تعميمها، أوضح أبو درغام أن الوزارة تعتمد آلية تصحيح تجريبي لعينات عشوائية من أوراق الطلاب، يتم اختيارها من محافظات مختلفة، وتُصحح بناءً على السلم المقترح، إذ تهدف هذه المرحلة إلى تحليل النتائج بشكل أولي، وقياس مدى دقة السلم وملاءمته لواقع إجابات الطلاب، واستخراج نسب النجاح والرسوب بشكل علمي. وإذا تبيّن وجود إشكاليات في توزيع الدرجات أو غموض في بعض الإجابات، تتم مراجعة السلم وتعديله قبل اعتماده النهائي.
وتابع الموجّه الأول: إن العملية لا تتوقف عند اعتماد السلالم، بل تستمر المتابعة خلال عملية التصحيح في المراكز، حيث يتم استقبال ملاحظات اللجان الفرعية في المحافظات حول أي إشكالات علمية أو لغوية قد تظهر أثناء التصحيح، وتُحال هذه الملاحظات مباشرة إلى اللجنة المركزية، التي تقوم بدراستها واتخاذ القرار المناسب إما بتأكيد صحة السلم أو تعديله، ومن ثم تعميم التعديل على جميع مراكز التصحيح، وهذا يبرز مرونة المنظومة التعليمية في التعامل مع الواقع، وقدرتها على التصحيح الذاتي في الوقت الحقيقي.

البعد التربوي والاجتماعي

إن أهمية سلالم التصحيح لا تقتصر على الجانب الفني، بل تمتد إلى أبعاد اجتماعية ونفسية، فهي تعزز ثقة الطلاب وذويهم بمصداقية نتائج الامتحانات، وتُسهم في تقليل الشعور بالغبن أو التمييز، خاصة في ظل تفاوت ظروف التعليم في مختلف المحافظات، كما تشكل هذه السلالم أداة لمراقبة أداء المنهاج التعليمي، من خلال تحليل طبيعة الإجابات ومدى استيعاب الطلاب للمفاهيم المطروحة.
تأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه البلاد الامتحانات العامة لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة والمهنية، وقد رافقت هذه الامتحانات استعدادات مكثفة من قبل وزارة التربية لضمان سيرها بسلاسة، وسط إجراءات رقابية وتدقيقية مشددة.

نحو تطوير مستمر

وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير آليات التقييم التربوي بما يتماشى مع المعايير التعليمية الحديثة، وتكريس مفاهيم العدالة التربوية، وتكافؤ الفرص، فعملية إعداد سلالم التصحيح، رغم كونها عملية تقنية بحتة في ظاهرها، إلا أنها في جوهرها تمثل انعكاساً لالتزام الدولة بتحقيق بيئة تعليمية منصفة، قائمة على الشفافية والكفاءة.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين