الثورة – علا محمد :
تنظم وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية الطبية السورية- الأميركية “سامز” في العاصمة دمشق فعاليات الأسبوع العلمي الأول في اختصاص الأمراض العصبية، ضمن سلسلة من النشاطات العلمية التي تستهدف تطوير التعليم الطبي ونقل الخبرات العالمية إلى الداخل السوري.
هذا الحدث العلمي يأتي في إطار برنامج تدريبي وورشات عمل متخصصة، تستضيفها الهيئة العامة للمستشفى الوطني الجامعي، بمشاركة نخبة من الأطباء السوريين من الولايات المتحدة، وأوروبا.
التدريب العملي ونقل المعرفة
الاختصاصي في تخطيط الدماغ والصرع وجراحاته الدكتور أحمد يوسف سليمان، والمقيم في الولايات المتحدة، أوضح في تصريح لـ” الثورة” أن الزيارة العلمية إلى سوريا تهدف إلى بناء شراكة تعليمية مع الأطباء المحليين.
وأضاف: الإصلاح الصحي لا يتم فقط بجلب الكفاءات من الخارج، بل بتمكين الأطباء الموجودين ودعمهم علمياً، هذا ما نسعى إليه من خلال سلسلة ورشات ومحاضرات موجهة لنقل أحدث ما توصّلت إليه العلوم العصبية الحديثة، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات تنظم تحت مظلة “سامز” الذراع التعليمية للجمعية.
وعبر طلاب الدراسات العليا عن امتنانهم لأطباء “سامز”، المشاركين في فعاليات الأسبوع العلمي.
طالبة الدراسات ربا طبرنين بينت أهمية انعقاد مثل هذه الورش العلمية، مشيرةً إلى أن المشاركة المباشرة في الجلسات تتيح تفعيل معارف كانت نظريّة لدى الكوادر الطبية.
وقالت: نحن بحاجة مستمرة إلى جلسات علمية كهذه، لأنها تتيح لنا الاطلاع على آخر المستجدات الطبية بطريقة مكثفة، وتهيئنا لتطبيقها محلياً، فالكثير من العلاجات كانت معروفة نظرياً لدينا، لكننا اليوم بدأنا نراها تُطبق عملياً أمام أعيننا.
وأوضحت طبرنين أن تقنية استخدام البوتوكس العصبي لعلاج التشنجات العضلية والحركات اللاإرادية بدأ تطبيقها فعلياً خلال الورشة على مرضى ضمن بيئة سريرية.
من جانبها، لفتت الطالبة المشاركة في الورشة راما الحلاق إلى أن التدريب شمل إجراءات عملية، حيث جرى حقن عدد من المرضى بالبوتوكس لعلاج اضطرابات عصبية مثل الشقيقة وعسر الحركة، مؤكدة أن بعض هذه الإجراءات تُنفذ لأول مرة محلياً بهذه المنهجية.
نقص في الأجهزة.. ووفرة في الكفاءات
وبمتابعة الحديث مع د. سليمان نوّه بأن الورشات شهدت تفاعلاً كبيراً من الأطباء المقيمين والأساتذة السوريين، ما يدل على وجود كفاءات عالية في الداخل، رغم التحديات التي يواجهها القطاع الصحي، لاسيما فيما يخص الأجهزة التشخيصية مثل تخطيط الأعصاب والتصوير العصبي المتقدم، وأضاف: تلقينا كل الدعم من إدارة المشفى الوطني بدمشق، التي وفرت القاعات والمدرجات والأدوات، وحرصت على إنجاح هذه المبادرة الأكاديمية، التي نأمل أن تتوسع لتشمل باقي الاختصاصات الطبية.
ومن المقرر- بحسب د. سليمان- استكمال فعاليات الأسبوع العلمي في مدينة حلب الأسبوع المقبل، وتُقام ورشتان يومي الاثنين والثلاثاء، ضمن خطة الجمعية للوصول إلى مختلف المحافظات السورية، وتوزيع الدعم العلمي بشكل عادل.