الثورة – محمود ديبو:
رأى المتخصص بمجال تكامل الأنظمة الحاسوبية المهندس وائل العيسى أن التحول الرقمي هو استراتيجية عمل متكاملة تهدف لتطوير عمل المؤسسات باستخدام الأدوات التقنية الحديثة، وهو لا يقتصر فقط على استبدال الورق بالحاسب وإنما يشمل تسريع الابتكار وتحسين خدمات الزبائن.
ولفت المهندس العيسى خلال محاضرة أقيمت في نقابة المهندسين بدمشق إلى أن هناك الكثير من الشركات التي تطمح للمحافظة على مكانتها السوقية والاجتماعية عن طريق تقديم خدمات أفضل لزبائنها، وحتى تصل إلى هذه النقطة لا بد من تطوير أدوات الإنتاج ورفع القدرة على الابتكار لتتمكن من مواكبة طلبات الزبائن.
والتحول الرقمي في الحالة السورية، بحسب المتخصص بمجال الأنظمة الحاسوبية،هو ضرورة فهو ليس الغاية وإنما هو وسيلة لنتمكن من تسريع تطورنا عبر استخدام التقنيات الحديثة ويساهم في تسريع التطور لمختلف المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، إذ يعتبره عملية مستمرة لا تتوقف وتتطور باستمرار، وهو ليس الهدف بحد ذاته، وإنما استراتيجية و من خلاله يتم تخفيف المشكلات في العمل ويخلق فرصا استثمارية للدخول بشراكات جديدة.
وينوه بأن أحد أهم أركان التحول الرقمي، التكامل الذي يسمح بتدفق المعلومات بشكل مرن داخل المؤسسة وهذا يعزز القدرة على اتخاذ قرارات مبنية على بيانات موثوقة ويرفع الكفاءة التشغيلية.
فمع بداية الألفية الثانية انتشر مفهوم نظام العمل الشامل في التحول الرقمي، وهنا يقول المهندس عيسى: أنه واجه تحديات بسبب اختلاف طبيعة الشركات والقوانين المعمول بها، فبدأت المؤسسات تعتمد أنظمة متعددة حسب التخصص (إدارة الموارد البشرية، إدارة المخازن، إدارة المعلومات حول المنتجات)، وهنا جاء مفهوم الحلول التكاملية وهي التي تقوم على توفير البيانات عبر أنظمة مختلفة.
وكان لا بد من وجود آلية محددة، فظهر في العام 2010 وما بعدها ما يسمى بالخدمات السحابية، وهي توسيع لمفهوم التكامل حيث لم يعد محصوراً بالأنظمة الداخلية للمؤسسة، وإنما تعداها إلى أن شمل الخدمات السحابية الخارجية، وتزامن هذا مع مفهوم الشركات القابضة ومجموعة الشركات التي تحتاج للتواصل فيما بينها وتبادل المعلومات، ولذلك فإن التحول الرقمي لا يقف عند حدود الشركة الصغيرة وإنما يتوسع ليشمل الأعمال الكاملة، على حد قول المهندس عيسى.
وقال: للتحول الرقمي انعكاسات كثيرة على مختلف المستويات، فعلى مستوى الشركات يؤدي إلى ضبط داخلي للعمليات وإلغاء الكثير من البيروقراطية، وتقليل الجهد والوقت المبذول في العمليات اليدوية اللازمة لإدخال المعلومات، وتقليل الأخطاء مع رفع جودة البيانات الموجودة على مختلف الأنظمة لأن التكامل هو المسؤول عن مزامنة البيانات مع الأنظمة الأخرى.
أما على مستوى الموظفين، والكلام للمحاضر عيسى، فإن التحول الرقمي من شأنه تقليل المهام التكرارية وتحفيز الابتكار لديهم، وإتاحة المجال لوصول أسهل وأسرع للمعلومات، وتطوير الموظفين من خلال منحهم دوراً أكبر في تحليل البيانات بدلاً من إدخالها.
ويختم بالقول: أنه على مستوى الإدارة، التحول الرقمي يعطي الإمكانية لاتخاذ القرار من خلال تقارير لحظية وتحليلات دقيقة مبنية على بيانات موحدة، ويعطي عائدا استثماريا ملموسا من خلال تخفيض تكاليف التشغيل، وزيادة الإنتاجية وسرعة الاستجابة.