الثورة – خاص:
أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم السبت، أن زيارة وزير الخارجية ديفيد لامي إلى دمشق تمثّل انطلاقة لمسار جديد في العلاقات مع سوريا، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تحمل طابعاً سياسياً مهماً وتعكس تحوّلاً في مقاربة لندن تجاه الملف السوري، في خطوة دبلوماسية تُعدّ الأولى منذ أكثر من 14 عاماً.
وبالتزامن مع الزيارة، كشفت بريطانيا عن تقديم حزمة مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني، مخصصة لدعم السوريين داخل البلاد وفي أماكن اللجوء، في خطوة وصفتها لندن بأنها جزء من التزامها الإنساني تجاه الشعب السوري، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز”.
وقد استقبل الرئيس أحمد الشرع، وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في قصر الرئاسة بدمشق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، حيث جرى بحث آفاق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكد الجانبان أهمية بناء علاقة تقوم على المصالح المتبادلة، وتعزيز التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية.
الرئيس الشرع عبّر عن استعداد سوريا للانفتاح على الشراكات الدولية بما يعزز جهود الاستقرار، ورحّب بالموقف البريطاني الداعم للحل السياسي، بينما شدد الوزير لامي على أن بلاده ترغب في فتح صفحة جديدة مع دمشق، والعمل مع الحكومة السورية على ملفات حيوية مثل مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار.
وتأتي هذه الزيارة كجزء من تحولات أوسع تشهدها العلاقات الإقليمية والدولية مع دمشق بعد التغيرات التي أعقبت سقوط النظام السابق نهاية عام 2024، حيث تسعى عدة دول لإعادة تفعيل حضورها الدبلوماسي في سوريا، والانخراط في جهود إعادة بناء الدولة.
يُذكر أن زيارة لامي هي الأولى لوزير خارجية بريطاني إلى سوريا منذ عام 2011، وتُمثل مؤشراً على انفتاح دبلوماسي متصاعد تجاه الحكومة السورية الجديدة. وكانت لندن قد بدأت في نيسان الماضي شراكة مع الدوحة ضمن إطار تعاون مشترك لتقديم مساعدات إنسانية في سوريا، ودعم مسارات التعافي الاقتصادي، في إطار ما سُمّي حينها “شراكة من أجل المستقبل”.