الثورة – خاص:
وصل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى دمشق، اليوم السبت، في زيارة رسمية يرافقه فيها وفد ديني موسّع يضم مفتي المناطق، وقضاة الشرع، وعدداً من أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في لبنان، وذلك في إطار مساعٍ لتعزيز العلاقات وفتح قنوات التواصل بين المرجعيات في البلدين.
وتأتي الزيارة، بحسب مصادر في دار الفتوى اللبنانية، لتأكيد احترام السيادة المتبادلة بين البلدين بعيداً عن أي توظيف سياسي مباشر، مع التركيز على الملفات ذات الطابع الديني والاجتماعي، في ضوء التغيرات التي شهدتها سوريا والمنطقة عقب سقوط النظام السابق وتحوّل طبيعة الحكم في دمشق.
ومن المقرر أن يلتقي المفتي دريان خلال الزيارة الرئيس أحمد الشرع، ووزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري، والمفتي العام للجمهورية الشيخ أسامة الرفاعي، كما تشمل الزيارة جولة في المسجد الأموي التاريخي، إضافة إلى لقاءات رسمية ودينية أخرى.
ويعتبر مراقبون أن هذه الزيارة تحمل في طيّاتها رسائل متعددة، من أبرزها ترسيخ الانفتاح على سوريا الجديدة، بما يعيد العلاقة بين بيروت ودمشق إلى إطارها الطبيعي، بعيداً عن الهيمنة أو الوصاية التي طبعت علاقات العقود السابقة.
ويرى كثيرون في الزيارة مؤشراً على توجه النخبة في لبنان نحو بناء علاقة ندّية مع سوريا تقوم على التعاون في ملفات كبرى، أبرزها إعادة اللاجئين، وترسيم الحدود، والتنسيق الاقتصادي.
وتُعد هذه الزيارة بمثابة بداية صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين، وخطوة نحو تجاوز القطيعة التي فرضتها سنوات التوتر السياسي وملفات الاغتيالات والاضطرابات الإقليمية، في وقت تسعى فيه المرجعيات الدينية إلى ترسيخ الاستقرار الداخلي وتفكيك الهواجس الطائفية التي غذّتها الانقسامات السابقة.