الثورة – نيفين أحمد:
يشكّل معرض دمشق الدولي بدورته ال62 علامة فارقة في مسار انفتاح سوريا على محيطها الإقليمي والدولي بعد سنوات من التوقف.
المعرض الذي جمع أكثر من 800 شركة من 22 دولة يقدّم صورة عن عودة الحياة الاقتصادية والثقافية إلى البلاد ويؤكد أن دمشق ماضية في استعادة دورها كجسر للتواصل والتعاون بين الشعوب.
جاءت المملكة العربية السعودية هذا العام كضيف شرف تحت شعار “نشبه بعضنا” حيث شاركت بأكثر من 80 شركة ومؤسسة إلى جانب وفد رسمي رفيع المستوى.
هذه المشاركة انعكست بتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والإعمار والاتصالات، بما يعزز موقع سوريا كبوابة استثمارية واعدة في المنطقة.
كما عكست مشاركة وزير التجارة التركي عمر بولاط ووفد اقتصادي موسّع توجهاً نحو بناء علاقات اقتصادية متينة مع الإعلان عن خطوات عملية لتسهيل التبادل التجاري وإقامة لجنة جمركية مشتركة.
المعرض حمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن سوريا منفتحة على الشراكات البنّاءة وأنها عازمة على أن تكون جزءاً فاعلاً من محيطها العربي والدولي.
حضور شركات من قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والإنشاءات والتكنولوجيا يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار ويعزز فرص التعاون المشترك.
كما تركز الاتفاقيات الموقعة مع الجانب السعودي على إعادة تأهيل البنية التحتية، وتنشيط قطاع الإسكان وتطوير قطاع الاتصالات إلى جانب عقود توريد استراتيجية في الغذاء والدواء.
هذه الاتفاقيات تعكس الرغبة في دفع عجلة التنمية بسرعة وثبات.
كما وفّر المعرض أكثر من 25 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في خطوة تعكس دوره في دعم سوق العمل المحلي وتمكين الطاقات الوطنية.
إن معرض دمشق الدولي الـ62 لن يكون مجرد حدث اقتصادي بل منصة وطنية جامعة تؤكد عودة سوريا إلى واجهة التفاعل الإقليمي والدولي، إضافة إلى المشاركة العربية والدولية الواسعة والاتفاقيات الموقعة مع السعودية وتركيا والتي تعكس ثقة متجددة بدور دمشق وموقعها الاستراتيجي.
والمعرض هذا العام هو بداية مسار جديد يضع سوريا على طريق التنمية والاستقرار والانفتاح ويفتح آفاقاً رحبة للتعاون المشترك مع الأشقاء والأصدقاء.
