الثورة- منذر عيد:
تُسجّل مشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في قمة المناخ “COP30″، التي تستضيفها مدينة بيليم البرازيلية، أوّل حضور لرئيس سوري في مؤتمر المناخ، منذ تأسيسه عام 1995، لتفتح سوريا بذلك صفحة جديدة في حضورها الدولي، وليعكس ذلك إرادة الإدارة السورية الجديدة في توسيع شبكة العلاقات الدولية، وإعادة تموضع سوريا كلاعب فاعل في قضايا الجنوب العالمي والتنمية المستدامة، ولتسجل تلك المشاركة حدثاً تاريخياً يضاف إلى زيارة الرئيس الشرع المرتقبة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.

وفي هذا الإطار وصف رئيس منظمة مواطنون من الجالية السورية الأميركية في الولايات المتحدة، الدكتور بكر غبيس زيارة الرئيس الشرع إلى البرازيل ومشاركته في قمة المناخ “COP30″، بالتاريخية كونها الأولى لرئيس سوري يشارك في هذه القمة، إضافة إلى مشاركة 75 رئيس دولة من العالم، موضحاً أن الحدث يلقى اهتماماً عالمياً، خاصة من ناحية الدول المتقدمة وبحث كيفية تعاون الدول فيما بينها لحماية البيئة وتوفير الظروف الآمنة لتوليد الطاقة.
وقال غبيس في تصريح لـ”الثورة”: “سوريا حالياً تنهض من الركام، لذلك فهي بحاجة إلى أن يكون ذاك النهوض بأفضل المعايير، لجهة الطاقة الخضراء السليمة والمناصرة للبيئة، وهناك اتفاق وتعاون وتشجيع ومنح دولية (مؤسسات ودول) للذهاب باتجاه المشاريع الصديقة للبيئة، فيوجد فائدة عملية من مشاريع إعادة إعمار سوريا تحت شروط الطاقة النظيفة، وبذات الوقت سوف يكون دعم من الدول الكبرى والعظمى لمثل هكذا مشاريع. وشدّد غبيس على أن المشاركة تعدّ إنجازاً كبيراً للدبلوماسية السورية كونها تضع سوريا على خارطة الدول المؤثرة والمعنية والمهتمة بآخر ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من طاقة نظيفة وتعاون دولي ودبلوماسي، إضافة إلى اللقاءات الكثيرة مع رؤساء الدول المشاركين.
وبين غبيس أن البرازيل معروفة بأنها تضمّ أكبر الجاليات السورية، والسوريون وصلوا إلى مراكز كبيرة جداً في الدولة، وبعض رؤساء البرازيل السابقين من أصل سوري، لذلك فإن التواصل مع الجالية السورية، هو تواصل استراتيجي ومهم لما له من بعد تاريخي واقتصادي في مساعدة سوريا الجديدة بمواكبة آخر ما توصل إليه العلم والتكنولوجيا في العالم ومنها البرازيل.
وبخصوص زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن قال الدكتور غبيس: “زيارة الرئيس لواشنطن مختلفة عن زيارته لنيويورك، فالأخيرة كانت في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت زيارة مهمة كونها منعطف دولي مهم، لكن زيارة واشنطن لها بعد آخر ومنفصل تماماً، وعميق جداً كونها بدعوة من الإدارة والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ففيها رمزية كبيرة جداً، فهي زيارة تاريخية، أول رئيس سوري يزور واشنطن، والرئيس ترامب مهتم جداً بإعطاء سوريا فرصة كما يكرر في كل مناسبة، وأثنى على أداء الدبلوماسية السورية وأداء الرئيس الشرع وكيفية التعاطي مع الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية في سوريا”.
وتابع غبيس: هناك عدة مواضيع تخص الأمن القومي الأميركي، أولها موضوع كبح النفوذ الإيراني في المنطقة، وهذا ضمن أولويات سياسة ترامب من خلال تركيزه على قمع التأثير الإيراني والقدرات الإيرانية العسكرية والنووية وغيرها. ثانياً محاربة تنظيم داعش، حيث أن تبرير التواجد العسكري في سوريا دستورياً هو محاربة “داعش”، والتنسيق على أعلى المستويات مع الحكومة والقيادة السورية الجديدة، له من الأهمية بمكان واعتراف رسمي أميركي بدور الحكومة السورية في هذه الجهود، ويصب في مسعى الرئيس الأميركي في مسألة الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا، وإرسال رسالة للحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة أن الحكومة السورية هي الشريك المستقبلي لواشنطن في محاربة تنظيم داعش”، لافتاً إلى أن المحور الاقتصادي وإعادة بناء سوريا والاستثمارات الأميركية في سوريا، سيكون كذلك أحد المحاور الأساسية في لقاءات الرئيس الأميركي مع الرئيس الشرع.