الثورة – ربا أحمد:
بعد سنوات طويلة من غياب الدبلوماسية السورية عن الساحات والفعاليات الدولية، تعود اليوم لتكون عضواً مشاركاً وفاعلاً بعد التحرير لتنهض من ركام الفوضى والعداء والغياب.
ويؤكد المحلل السياسي سامر الملوحي أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في قمة المناخ “COP30” التي تستضيفها مدينة “بيليم” البرازيلية بين السادس والـ21 من تشرين الثاني الجاري، تأتي ضمن إطار استعادة مكانة سوريا على الساحة الدولية البيئية، وتعزيز الدبلوماسية الخضراء، وفتح الأبواب للحصول على تمويل دولي لمشاريع التعافي البيئي مثل الطاقة المتجددة وإعادة تأهيل الغابات.
كما تمثل فرصة لعرض الرؤية السورية الجديدة لمستقبل يعتمد على “التعافي الأخضر” وتعزيز العدالة المناخية، وتساعد في بناء علاقات دبلوماسية جديدة.
مشيراً إلى أن أهم الأهداف الرئيسية لمشاركة سوريا في مؤتمر المناخ هي إعادة التموضع الدولي الذي تسعى سوريا إليه من خلال هذه المشاركة واستعادة دورها كعضو فاعل في المنظمات والمحافل البيئية الدولية، وكسر عزلتها الدبلوماسية.
كما وتهدف إلى تأمين الموارد المالية والوصول إلى التمويل الدولي المتاح للدول لمواجهة تحديات تغير المناخ، وهو ما يمكن أن يدعم مشاريع الطاقة المتجددة، كالزراعة الذكية، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، إضافة إلى أن المشاركة تسعى إلى ترسيخ الدبلوماسية الخضراء التي تعمل سوريا لجعلها ركيزة أساسية في سياستها الخارجية المستقبلية، بهدف تعزيز التعاون مع الدول الأخرى لتحقيق أهداف بيئية مشتركة.
ولفت الملوحي إلى أن الرئيس الشرع سيعرض من خلال منصة المؤتمر الرؤية السورية للنهضة البيئية، والتي ستؤكد على أن “التعافي الأخضر” هو الطريق لمستقبل مستدام، ويشمل ذلك إعادة بناء قطاع البيئة على أسس علمية ومؤسساتية، وتطوير القوانين البيئية، وبناء مدن ومناطق سكنية صديقة للبيئة في بلدنا، إضافة إلى إبراز التموضع السوري ودوره في الدفاع عن مبادئ العدالة المناخية التي تأثرت بالظروف الاستثنائية التي مرت بها.