الثورة – نيفين أحمد:
في ظل الكارثة البيئية المتفاقمة التي تشهدها مناطق واسعة من الساحل السوري نتيجة الحرائق المتكررة، أعلنت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين عن إطلاق حملة إنسانية طارئة تحت عنوان “نَفَس”، بشعار مؤثر يعكس جوهر الغاية “حقك بالحياة”.
جاء هذا الإعلان على لسان المفوّض السامي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، الدكتور ماجد الركبي، الذي أكد أن الحملة تأتي استجابة مباشرة لتداعيات الحرائق التي تهدد حياة المدنيين، وتخلّف أضراراً بيئية وصحية جسيمة، في مشهد بات يتكرر سنوياً بوتيرة مقلقة.
دعم متعدد الجبهات
ووفق البيان الرسمي، تتوزع أهداف حملة “نَفَس” على عدة محاور إنسانية وإغاثية، تشمل:
تعزيز دعم فرق الإطفاء والإنقاذ التي تواجه النيران بموارد محدودة.
تقديم مساعدات عاجلة للعائلات المتضررة والنازحة نتيجة الحريق.
توزيع مستلزمات إنسانية أساسية في المناطق المنكوبة.
تنفيذ حملات توعية صحية وبيئية في القرى والبلدات المهددة.
تكريم المتطوعين والعاملين على الخط الأول ممن خاطروا بأرواحهم لاحتواء النيران.
استنفار ميداني وتجنيد المتطوعين
ضمن خطة عمل منظمة، أعلنت المنظمة الدولية أنها وجّهت فرقها المنتسبة داخل سوريا لرفع درجة الجاهزية، بالتنسيق مع الجهات المحلية والشركاء المدنيين. كما تم فتح باب التطوع أمام الأفراد الراغبين في المساهمة، ضمن خطة ميدانية تتضمن التدريب والدعم اللوجستي لضمان فعالية الاستجابة.
الدكتور الركبي شدّد على أن هذه الحملة تمثّل نداء عاجلاً للضمير الإنساني، مؤكداً أن الكوارث البيئية ليست شأناً محلياً فحسب، بل قضية إنسانية تتطلب تضامنا دولياً، لا سيما حين تمتد آثارها إلى الهواء الذي يتنفسه الناس، والمأوى الذي يأويهم.
“نَفَس”… أكثر من حملة
ليست “نَفَس” مجرّد حملة إغاثية تقليدية، بل صرخة إنسانية في وجه واقع مؤلم، تسعى إلى منح المتضررين فرصة للتنفس مجدداً، حرفياً ومجازياً، وسط الدخان، والرماد، والانقطاع.
وتبقى أعين السوريين مرفوعة إلى كل مبادرة تحمل معنى التضامن، وسط ألسنة اللهب التي لم تحرق الأشجار فقط، بل تهدد الحياة ذاتها.