الثورة – فؤاد العجيلي:
أطلقت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في محافظة حلب، حملة ميدانية لمكافحة عشبة “الباذنجان البري”، بعد رصد انتشارها في عدد من الحقول الزراعية بريف المحافظة الشرقي، ضمن منطقة السفيرة، وتحديداً في قرية تل حاصل.
وبحسب بيان صادر عن المديرية، باشرت فرق دائرة الشؤون الزراعية والوقاية تنفيذ الحملة الأسبوع الجاري، عقب بلاغات من المجتمع المحلي وعناصر الدائرة حول ظهور العشبة الغازية في عدد من الأراضي الزراعية.
وأكدت المديرية أن أعمال المكافحة شملت حتى يوم الإثنين الماضي مساحة بلغت خمسة هكتارات، وأن الفرق المختصة تواصل عملها للقضاء على ما تبقى من مناطق انتشار العشبة، في إطار خطة تمتد على كامل المساحات المتضررة.
ووفق معطيات الدائرة الفنية في المديرية، تعتمد الحملة على أسلوبين متكاملين في المكافحة؛ الأول ميكانيكي يشمل قلع العشبة يدوياً وحرقها خاصة في الأطوار المتأخرة لنموها، والثاني كيميائي يُنفّذ باستخدام مبيدات أعشاب متخصصة، وذلك خلال مراحل مبكرة من النمو ومرحلة الإزهار، لضمان فعالية أعلى في الحد من انتشارها ومنع تجددها في المواسم المقبلة.
وفي تصريح لـ”الثورة” أوضح عدد من المهندسين الزراعيين المشاركين في الحملة أن عشبة الباذنجان البري، المعروفة علمياً باسم Solanum elaeagnifolium، تُصنّف من بين أخطر النباتات الغازية التي تهدد البيئة الزراعية في سوريا، خاصة في المناطق ذات التربة الخصبة وشحّ الموارد المائية.
وأشاروا إلى أن العشبة تتميز بجذور طويلة وعميقة تتغلغل في التربة، ما يجعلها منافساً شرساً للمحاصيل الزراعية على المياه والعناصر الغذائية، ويؤدي إلى تجفيف التربة وتقليل إنتاجيتها على المدى المتوسط والبعيد.
وتُعرف العشبة بين أوساط الفلاحين بلون أزهارها البنفسجي وثمرها الصغير الذي يشبه الباذنجان، إلا أنها تنتمي إلى فصيلة نباتية سامة، وتشكل خطراً على المواشي في حال رعيها أو تناولها، حيث وُضعت ضمن قائمة الأعشاب السامة بحسب عدد من التقارير البيئية والزراعية.
وتكمن خطورة هذه العشبة أيضاً في قدرتها على التكيف مع مختلف أنواع التربة والظروف المناخية، وسرعة انتشارها عبر الجذور والبذور، ما يستدعي استجابة سريعة وفعالة لمنعها من التمدد والتسبب بأضرار اقتصادية على المزارعين.
بدورهم، دعا مهندسو دائرة الوقاية إلى ضرورة رفع مستوى الوعي بين الفلاحين وأصحاب الحقول، والتبليغ الفوري عن أي ظهور محتمل للعشبة في أراضيهم، خاصة مع قرب بدء موسم الحصاد وانتقال المعدات الزراعية من حقل إلى آخر، ما قد يساهم في نقل بذورها.
وأكدت مديرية الزراعة أنها تضع مكافحة الأعشاب الضارة ضمن أولويات عملها هذا الموسم، لا سيما الأنواع الغازية والسامة التي تهدد التوازن البيئي والزراعي، مشيرة إلى أن التنسيق مستمر مع المجالس المحلية والمجتمع الأهلي لضمان تغطية جميع المناطق المتأثرة، وتوثيق الحالات بالتوازي مع تنفيذ أعمال الإزالة.
وتُعد منطقة السفيرة من أبرز مناطق الريف الشرقي لحلب، وتنتشر فيها زراعة الحبوب والخضراوات، كما تشهد عودة تدريجية للنشاط الزراعي بعد سنوات من التوقف، الأمر الذي يجعل جهود الوقاية من الآفات والأعشاب الضارة أولوية قصوى لضمان استدامة القطاع الزراعي المحلي.
وبينما تتواصل الحملة في تل حاصل ومحيطها، تترقب مديرية الزراعة تقارير فرق التحري من باقي القرى في السفيرة، لاتخاذ الإجراءات المناسبة في حال تم رصد انتشار جديد للعشبة في مناطق إضافية.