الثورة – فردوس دياب:
شهدت سوريا ولادة جديدة مع إطلاق الهوية البصرية للدولة السورية ما بعد سقوط النظام المخلوع، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة وعلى أعلى المستويات لرسم ملامح سوريا الحرة التي انتصرت بدماء وتضحيات أبنائها على الظلم والطغيان والاستبداد، سوريا الحرة التي تخلو من كل مظاهر الألم والوجع الذي كان ملازماً للشعب السوري لأكثر من أربعة عشر عاماً عمر الثورة السورية.
حول أهمية هذا الموضوع ودلالاته في رسم صورة سوريا الحرية والكرامة، التقت الثورة المحامي حمزة النحاس، الذي استهل حديثه بالقول: إن الشعب السوري الذي عانى من الظلم والقهر وحرمان الحقوق لعقود في زمن النظام المخلوع، يستحق رؤية وهوية بصرية تليق بتضحياته وبثورته، لذلك كان من الضروري، إحداث هذا التغيير في أحد رموز الدولة المهمة، وهو شعار الدولة.
وأكد أن تغيير الهوية البصرية، يعكس في أبعاده تطلعات وأحلام وطموحات الشعب السوري بالتخلص من كل ما له صلة بالنظام المجرم، ولا يمكن أن تظل رموزه وشعاراته التي سالت منها، وتحت راياتها دماء السوريين، قائمة ومستمرة في تمثيل هويتنا، لأننا كشعب بتنا بحاجة إلى هوية جديدة تنبض بالحرية والكرامة والأمل.
لحظة تاريخية
وحول رمزيتها المفقودة أيام النظام المخلوع، أوضح النحاس، أن معظم رموز وشعارات الدولة استخدمت خلال عقود النظام الأسدي لتمجيد أشخاص وأحزاب وتعزيز سلطتهم وأداورهم في القمع والاستبداد، وقتل الشعب السوري ووأد أحلامه وطموحاته بالحرية والكرامة، لذلك ارتبطت تلك الرموز بألم ومعاناة لم تنته، وبدلاً من أن تكون رمزاً للفخر والانتماء، أصبحت تجسيداً لمنظومة قمع وسلطة مستبدة فرضت نفسها على أرواحنا، وحكمت وسخرت الموارد لخدمة مصالحها، فيما ظل الشعب يُعاني تحت وطأة الجور.
وتابع: “إنها لحظة تاريخية تستدعي منا جميعاً أن نواصل طموحاتنا بالتغيير نحو سوريا الأمل التي نطمح بها، لأننا في كل تغيير نقوم به، نعيد تشكيل هويتنا، ونسرع خطانا نحو غد مشرق يسود فيه الانتماء الحقيقي للوطن، بعيداً عن هوية مفروضَة لا تعكس سوى تاريخ مظلم.
وختم المحامي حمزة النحاس حديثه بالقول: “إن الهوية الجديدة لسوريا، ليست مجرد رموز ورسوم، بل هي أكبر وأبعد من ذلك بكثير، كونها تسرد حكاية سوريا الثورة، حكاية الشعب الذي خرج من عتمة الفساد ليبني مستقبلاً مشرقاً، إنها باختصار انعكاس لانتصارنا وإرادتنا الحقيقية في بناء سوريا التي نحلم بها جميعاً، فكل لون، وكل شكل، يروي قصص نضالنا وتضحياتنا وعزمنا على بناء مستقبل أفضل لوطننا، مستقبل يشارك ويكون فيه كل أبناء سوريا، مستقبل يعبر عن الوحدة وبناء الإنسان، ويعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة”.