الثورة – عبدالغني العريان:
أحيت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، السبت 5 تموز 2025، الذكرى الثالثة عشرة لتحررها من قبضة النظام البائد، من خلال فعالية جماهيرية شارك فيها ممثلون رسميون عن محافظة حلب، وقيادات عسكرية من وزارة الدفاع السورية، إلى جانب فعاليات مدنية وأهالي المدينة.
وأقيمت الفعالية في ساحة عامة وسط المدينة، وبدأت برفع العلم الوطني السوري وسط حضور شعبي ورسمي واسع، وتخلل الفعالية كلمات لعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية أكدت على أهمية هذا الحدث في مسار الأحداث في المنطقة، وعلى الدور الذي لعبته مدينة الأتارب في مرحلة مبكرة من خروج عدة مناطق في ريف حلب الغربي عن سيطرة النظام البائد.
وأشار المتحدثون إلى أن ذكرى تحرير الأتارب تمثل محطة مفصلية في تاريخ المدينة، حيث شكلت نموذجاً في إدارة المرحلة منذ عام 2012، في ظل تحديات أمنية وإنسانية متواصلة. وأكدوا أن التضحيات التي قدّمها أبناء المدينة خلال سنوات المواجهة مع النظام كانت أساساً لما تحقق، وشددوا على ضرورة الحفاظ على مكتسبات تلك المرحلة، والعمل على تثبيت حالة الاستقرار الراهنة.
وشارك في الفعالية عدد من الوجهاء، والفعاليات الاجتماعية والخدمية، وفرق من المؤسسات المحلية، إلى جانب ممثلين عن قطاعات مختلفة من المجتمع الاهلي، وخلال الفعالية، وقف الحضور دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين قضوا خلال فترة المواجهات، واستُذكر دور من شاركوا في العمليات التي سبقت التحرير، وكذلك ما تلا ذلك من جهود لحماية المدينة وتنظيم شؤونها الخدمية رغم محدودية الموارد آنذاك.
ولم تتضمن الفعالية أي طابع احتفالي مفرط، بل اتسمت بطابع رمزي يركّز على التوثيق والتذكير بالحدث، دون تجاوز للظروف الصعبة التي لاتزال تعاني منها المدينة في ملفات الإعمار والبنية التحتية والخدمات العامة.
وأكد عدد من المشاركين أهمية استمرار الفعاليات الرمزية التي تعزّز الذاكرة المحلية وتعيد التذكير بمسار طويل من التضحيات والمعاناة.
وفي ختام الفعالية، جدّد الحضور دعوتهم للعمل على تحسين الواقع الخدمي والمعيشي، واستثمار حالة الاستقرار في المدينة لتعزيز الخدمات العامة وتفعيل المؤسسات المحلية، كما تم التأكيد على أهمية أن تبقى الذكرى حيّة في وعي الأجيال الجديدة، باعتبارها نقطة تحوّل لا ينبغي إهمالها في السرد الوطني.
ومرت الذكرى الثالثة عشرة هذا العام في ظل أجواء مختلفة عمّا سبق، من حيث الاستقرار الأمني وعودة بعض مظاهر الحياة إلى المدينة، وسط دعوات لتكثيف الجهود الرسمية والشعبية لاستكمال مسار التعافي، وطيّ صفحة الحرب، والتفرغ لبناء واقع جديد يقوم على الكفاءة والشراكة المحلية.
وتعتبر مدينة الأتارب واحدة من أبرز المدن التي خرجت مبكراً عن سيطرة النظام البائد، وظلت لسنوات نموذجاً في العمل الأهلي والإداري، رغم ما تعرضت له من قصف وتدمير ممنهج.