السويداء – هند العرموني:
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه القطاع الصحي في محافظة السويداء، كشف تقرير ميداني صدر عن اجتماع عُقد بتاريخ 15 حزيران 2025، عن وجود مشكلات خطيرة تهدّد استمراريّة العمل في المستشفى الوطني، ما يستدعي تدخّلاً عاجلاً من وزارة الصحّة والجهات المعنيّة لضمان استدامة الخدمات الطبيّة للمواطنين.
وقال الأستاذ رائد خزعل، عضو المجلس الصحي في مديرية الصحة، في تصريح لجريدة “الثورة”:
“بناءً على اجتماع عُقد في 15 حزيران 2025 مع مدير المستشفى الوطني، رئيس قسم الأشعّة، رئيس قسم الصيانة، ومدير الصحّة في المحافظة، تمّ توثيق المشاكل الراهنة في المستشفى واقتراح الحلول العاجلة التي يجب تبنّيها من وزارة الصحّة والجهات المعنيّة.”
جهاز الأشعّة: عطب تقني وقصور في الأداء..
أوضح رئيس قسم الأشعة في المشفى، الأستاذ كمال الحمدان، أنّ جهاز التصوير الشعاعي التقليدي (X-ray) يعاني من تدهور فني ولا يلبّي احتياجات القسم اليومية.
وأشار إلى أنّ المعالج الخاص بالصور، المسؤول عن تحميضها وإرسالها إلى الأقسام المعنيّة، يعمل بكفاءة منخفضة ولا يوفّر صوراً دقيقة تتيح تشخيصاً طبيّاً موثوقاً.
وأكّد الحمدان لجريدة الثورة على ضرورة توريد جهاز جديد لتحليل الصور الشعاعية (SCR) وتوفير قطع غيار للأجهزة الحاليّة إلى حين إدخال أجهزة حديثة للخدمة.
جهاز الرنين المغناطيسي: نقص في الهليوم وغياب التخدير..
يمثل جهاز الرنين المغناطيسي (MRI) أحد أكثر الأجهزة أهمّيّة في المشفى، لكنّه يواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص حاد في مادة الهليوم، ويقول الحمدان: “لا يغطّي المخزون المتوفر سوى 46% من الحاجة، في حين يتوقّف الجهاز عن العمل عند انخفاض هذه النسبة إلى 40%”.
كما تفتقر المستشفى إلى جهاز تخدير خاص بالرنين المغناطيسي، ما يُصعّب إجراء الفحوصات للمرضى الذين لا يستطيعون الخضوع للتصوير دون تخدير، ويُطالب الكادر الطبي وزارة الصحّة بتأمين المادة الحيوية عبر التوريد، إلى جانب توفير جهاز تخدير مخصّص للجهاز.
الأجهزة الأخرى: بين التشغيل الجزئي والقصور في الدعم..
وحول جهاز الإيكو (Ultrasound)، أفاد الأستاذ خزعل بأن الجهاز يعمل بشكل جيّد ويغطي احتياجات الأقسام كافة، دون معوّقات رئيسيّة.
أما جهاز التصوير الماموغرافي، فهو يعمل بكفاءة لكنّه يعاني من مشاكل في قارئ الصور، كما هو الحال مع باقي أجهزة التصوير في المشفى.
وفيما يخصّ جهاز تفتيت الحصى، أشار خزعل إلى أنه يعمل بشكل فعّال داخل الكلية فقط، لكنه غير قادر على تفتيت الحصى خارج الكلية أو في الحالب، ما يحدّ من فعاليّته، كما يُعاني من نقص في مادة الطلقات اللازمة لتشغيله، حيث بلغت تكلفة الدفعة الواحدة 28 ألف دولار، ولم يتم توريدها بعد استهلاك المخزون السابق بالكامل، رغم الطلبات الرسمية المقدّمة.
أجهزة غسيل الكلى: فوق العمر الافتراضي..
وأشار خزعل إلى أن أجهزة غسيل الكلى في المستشفى تعمل بكفاءة لكنّها تجاوزت العمر الافتراضي المحدد (10 آلاف ساعة)، وبعضها تجاوز 46 ألف ساعة من التشغيل، ما يجعلها معرّضة للتعطّل في أي لحظة، وطالب المسؤولون بتحديث الأجهزة الحاليّة وزيادة عددها لتلبية الأعداد المتزايدة من المرضى.
نقص في الكوادر وضغط على النظام الصحي..
من جهتها، تحدّثت إحدى الممرّضات عن نقص حاد في الكوادر الطبية، ما يدفع العاملين للعمل لساعات إضافيّة تفوق طاقتهم.
وأكدت أن العاملين في قسم الأشعة يتعرّضون لخطر مباشر من الإشعاع بسبب ساعات العمل الطويلة، ما يشكّل تهديداً لصحّتهم وسلامتهم.
دعوة عاجلة لتحمّل المسؤولية..
الأوضاع التقنيّة والبشريّة في مستشفى السويداء الوطني تسير نحو مرحلة حرجة، حيث تتراكم الأعطال، وتتقلّص القدرة على الاستجابة للحالات الطارئة، وفي ظل استمرار هذا التراجع، تبقى الأنظار موجّهة إلى وزارة الصحّة لتتحمّل مسؤوليّاتها كاملة، وتبادر إلى دعم هذا المرفق الحيوي بما يضمن استمراريّة خدماته وإنقاذه من الانهيار التدريجي.