الثورة :
في زحمة الشعارات والأعلام والألوان، قد تمرّ أمام أعيننا عناصر تحمل أكثر بكثير مما يبدو في ظاهرها. إنها ليست زخارف تصميمية أو قرارات جمالية فحسب، بل تعبير مكثّف عن كينونة الدولة ورؤيتها لنفسها، وعن صورتها التي تختار أن تظهر بها أمام شعبها والعالم.
ما المقصود بالهوية البصرية للدولة؟
الهوية البصرية هي المنظومة الرمزية التي تعبّر من خلالها الدولة عن شخصيتها وثقافتها وقيمها، باستخدام أدوات بصرية، وتتمثل في عدة أمور منها “اللوغو” والألوان المعتمد، والخطوط الطباعية والتصميم العام الرسمي للمؤسسات الحكومية.
الشعار الرسمي “اللوغو”: يُعَدّ بمثابة ختم رمزي للدولة، يُستخدم في المراسلات والمعاملات الرسمية.
الألوان المعتمدة: غالباً ما ترتبط بالأعلام أو بعناصر دلالية خاصة بالتاريخ والثقافة.
الخطوط الطباعية الرسمية: التي توحّد الطابع الكتابي في اللوحات والوثائق الحكومية.
التصميم العام للوثائق الرسمية، والمواقع الالكترونية، والزيّ الرسمي.
لماذا تحتاج الدولة إلى هوية بصرية واضحة؟
لتوحيد الصورة المؤسسية: بحيث يشعر المواطن أنه يتعامل مع كيان متّسق لا مؤسسات متناثرة.
لتعزيز الانتماء الوطني: عندما تكون الرموز معبّرة ومتصلة بالثقافة والبيئة، يشعر الناس أن الدولة “تشبههم”.
لتقديم صورة مدروسة للعالم: فالدول، كما الأفراد، تُقاس أيضاً بما ترتديه من رموز مرئية، بحيث تكون نابعة من الجذور وتتجه إلى المستقبل.
هل يهتم الناس للهوية البصرية فعلاً؟
غالباً ما لا ينتبه الجمهور إلى تفاصيل الهوية البصرية، لكنها تترك أثراً ضمنياً في الشعور بالثقة والانضباط والحداثة. حين تكون الهوية البصرية غير متجانسة أو قديمة الطابع، قد يشعر المواطن بعدم انسجام أو حتى نفورٍ غير واعٍ.
نجاح الهوية البصرية لا يعني محاكاة الدول الأخرى، بل يتجلى حين تكون مزيجاً من الإرث التاريخي والمعماري والثقافي للبلاد.