الثورة – عبد الغني العريان:
أطلقت منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، بالتعاون مع نقابة أطباء حلب ومديرية صحة حلب، مشروعاً طموحاً يهدف إلى إعادة تأهيل مساكن الأطباء المقيمين في المستشفيات الحكومية بمحافظة حلب، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحسين ظروف السكن للأطباء وتعزيز استقرارهم المهني والمعيشي.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المنظمة لدعم القطاع الصحي في المحافظة، التي عانت طويلاً من التحديات والصعوبات نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها.
ويُعد تحسين بيئة السكن أحد الركائز الأساسية التي تسهم في رفع جودة حياة الكوادر الطبية، مما ينعكس بشكل مباشر على أدائهم واستمرارهم في العمل داخل المحافظة.
ويشمل المشروع أعمال ترميم شاملة للمساكن، إلى جانب تحديث البُنى التحتية والخدمات الأساسية، لضمان توفير بيئة ملائمة ومريحة للأطباء المقيمين، وتم التنسيق مع الجهات الرسمية ذات الصلة لضمان سير العمل بسلاسة وتحقيق الأهداف المرجوة ضمن الإطار الزمني المحدد.
وأكدت منظمة الأطباء المستقلين أن هذا المشروع ليس فقط لتحسين البناء المادي، بل هو خطوة مهمة نحو ترسيخ الشعور بالاستقرار والانتماء المهني لدى الأطباء العاملين في القطاع الحكومي، كما يسهم في الحد من الهجرة الداخلية أو الخارجية للكفاءات الطبية، من خلال توفير بيئة سكنية لائقة تشجعهم على البقاء ومواصلة أداء رسالتهم الإنسانية في خدمة المجتمع.
من جهتها، أشادت نقابة الأطباء بهذه المبادرة، واعتبرتها نموذجاً للتكامل بين المنظمات غير الحكومية والجهات الرسمية، في سبيل تطوير الواقع الطبي.
كما عبّر عدد من الأطباء المستفيدين عن امتنانهم لهذه الخطوة، مشيرين إلى أن توفير سكن لائق يعد من أهم عوامل الاستقرار المهني والنفسي، لا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وأشار القائمون على المشروع إلى أن خطة العمل تتضمن مراحل متعددة تشمل تقييم الوضع الحالي للمساكن، وتحديد الأولويات وفق الحاجة، ثم المباشرة بأعمال الترميم وفق معايير فنية تضمن الجودة والاستدامة. كما يتم إشراك الأطباء المقيمين في مراحل التنفيذ، لضمان توافق التحديثات مع احتياجاتهم الفعلية.
ويُذكر أن منظمة الأطباء المستقلين (IDA) تعمل منذ سنوات على تنفيذ مشاريع عديدة في المجال الطبي داخل سوريا، وتركز جهودها بشكل خاص على دعم الكوادر الصحية، وتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة لهم، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية ونقص الكوادر.